الشرعية

تصاعد حمّى الانقلابات العسكرية في أفريقيا وتدخّل أكثر من طرف دولي للتأثير في الأوضاع السياسية القائمة وتغيير الأنظمة يكشف عن الجانب الأهم الذي يفسّر تخلف الدول الأفريقية، وتضاعف عدد المواطنين الأفارقة النازحين من مناطق الأزمات، بحثا عن فرص للحياة.

منذ انقلاب 2021 في تونس، تم استهداف كل معارض لقيس سعيّد، وفي كل مرّة هناك تهمة جاهزة لكن هذا التغوّل في القمع بلغ مرحلة جديدة في الأسابيع الماضية، بعد حملة الاعتقالات التي طاولت أبرز الشخصيات المعارضة له، والتي تمدّدت لتصل إلى صحافيين ونقابيين.

تريد "الأيدي الخفية" لليبيا مزيدا من البقاء في تشتّت سلطوي، واختلاف مؤسّسي، وانقسام داخلي، وتعدّد للأجسام الحاكمة في البلاد، لا بسلطة الشرعية الحقيقية، التي ترتضيها القاعدة الشعبية، بل بسلطة الأمر الواقع التي تدور في فلكٍ مغلقٍ منذ سنوات.

لا تدافع الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني عن "آخرين" عندما تتنطّح للردّ على "الجرائم المقترفة بحقّ إسرائيل من الوحوش الفلسطينية"، وإنما تدافع عن نفسها أولاً، على اعتبار أنها غدَت وإسرائيل وجهين لعملة واحدة.

تتشكّل حكومة الوحدة الوطنية في العاصمة الليبية طرابلس من خليط من تركيبة مصالح أكثر منها توجّهاً أو شبكات سياسية مستقرّة، ولذلك، لا تبدو مناعتها في مقاومة الاستهداف الإقليمي مماثلة لحالة التحالفات الثورية، وخصوصاً مع انحسار الظهير الاجتماعي للحكومة.

الذهاب إلى حوار الحل النهائي في اليمن، والذي أعلن عنه قبل شهر ونيف، وبموجبه شكّل المجلس الرئاسي وفده المفاوض، أصبح في حكم الميت، بعد خرق الهدنة وتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، إذ ليس من المنطق أن يعلن المجلس الرئاسي هذا التصنيف، ثم يطلب الحوار معها!

في الافتتاح والختام لما يسمّى المؤتمر الاقتصادي، أمسك عبد الفتاح السيسي بالميكروفون، وتحدّث مطوّلا عن ذاته، وعن المسار المقدّس الذي على كل الأطراف الدفاع عنه وحمايته من كلّ معارض أو متربّص.. بدا غاضبًا ومعاتبًا ومنتقدًا وساخرًا من الأطراف كلها.