أعلن عبد الكريم شيبان، رئيس فريق الحكومة اليمنية بمفاوضات فتح الطرق في محافظة تعز جنوب غربي البلاد، اليوم الثلاثاء، أن المفاوضات مع جماعة الحوثي بشأن فتح الطرقات في المحافظة قد وصلت إلى طريق مسدود، مشيراً إلى أن الحوثيين "يتخذون من ملف تعز الإنساني وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية".
وقال شيبان، وهو أيضا نائب في البرلمان اليمني، في مقابلة مع "الأناضول"، إن "المفاوضات مع الحوثيين بشأن فك الحصار عن تعز متوقفة تماما، ووصلنا إلى طريق مسدود".
وأضاف: "الحوثي لديه طلبات كثيرة جدا، فهو يتاجر بمعاناة الناس، والملف الإنساني ليس له أي اعتبار بالنسبة إليه"، متابعاً: "الحوثيون يتخذون من ملف تعز الإنساني وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، بما في ذلك فتح الموانئ والمطارات الخاضعة لسيطرتهم، والتحكم بالضرائب والجمارك".
وأوضح شيبان أنه "في كل حوار مع الحوثيين، يقدمون طلبات جديدة، ما يعرقل حل ملف تعز الإنساني"، لافتاً إلى أن "ملف تعز لم يعد في يد الشرعية فقط، بل أصبح يناقش إقليميا ودوليا.. هناك مبعوث أممي (هانس غروندبرغ) يعمل من أجل ذلك، وإقليميا ثمة حوار مباشر بين السعودية والحوثيين".
وأشار إلى أن "الحوثيين يطرحون أن قضية تعز ستحل في إطار الحل الشامل لليمن.. هم يريدون اعترافا دوليا بهم، مع صرف رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لهم من خزينة الحكومة الشرعية رغم الإيرادات الضخمة التي يحصلون عليها سواء من ميناء الحديدة أو الضرائب والجمارك والاتصالات".
وعن الطريقة التي يمكن أن يفتح بها الحوثيون الطريق، لفت المسؤول اليمني إلى أنه "من الممكن أن يتم فتح الطرق في تعز قريبا إذا تكثفت الضغوط الدولية على الحوثيين، خصوصا مع تواصل النقاشات بين الجماعة والجانب السعودي، فمن غير المنطقي أن يتم التوصل إلى أي اتفاق دون التوصل إلى فتح الطرق في تعز كون القضية إنسانية بحتة".
وقال شيبان: "على المجتمع الدولي أن لا يكيل بمكيالين، وأن يعرف أن هناك ملايين البشر محاصرون داخل مدينة تعز، لديهم معاناة إنسانية كبيرة بفعل الحصار الحوثي الذي يتاجر بالقضية لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية على حساب معاناة الناس" على حد تعبيره.
ولم يتسن أخذ تعليق من الحوثيين على تصريحات المسؤول اليمني، لكن الجماعة سبق أن نفت فرض الحصار على مدينة تعز.
ويتقاسم الجيش والحوثيون السيطرة على تعز، وتتهم منظمات حقوقية إنسانية جماعة الحوثي بفرض حصار على مركز المحافظة (يحمل الاسم نفسه) منذ اندلاع النزاع في 2015، ومنع قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان، الأمر الذي تنفيه الجماعة.
وتغلق جماعة الحوثي معظم الطرق المؤدية إلى مناطق سيطرة الحكومة في تعز، حسب منظمات حقوقية وإنسانية باليمن.
(الأناضول)