الفيتوري شعيب

الأزمات المتتالية في ليبيا والانسداد السياسي المُفتعَل، سيجعلان من الحراك الشعبي واجباً اضطرارياً سيُحدِث الفارق في التغيير إن حدث.

باءت سياسة الاغتيالات التي قادها الكيان الصهيوني منذ عقود لتحقيق أهدافٍ مُعيّنةٍ في وقتها، كلّها بالفشل، وخصوصاً التي تحاول إضعاف فاعلية المقاومة.

المصلحة السياسية للأجسام الموجودة في المشهد السياسي الليبي هي الغالبة اليوم، وأمّا مصلحة الوطن فهي في آخر سلّم الأولويات، إن وجدت أصلاً.

الأطياف السياسية في ليبيا خرجت من المسؤولية إلى "توقعات غير معقولة" و"اللامبالاة تجاه مصالح الشعب الليبي"، هذا ما جاء الإحاطة الدورية لبعثة الأمم المتحدة.

تمرّ ليبيا اليوم في مفترق طرق يقود إلى سيناريوهات آثارها وخيمة على الشعب والدولة، إن لم يكن للقاعدة الشعبية ونُخبها والمؤسّسة التي تبقت فيها كلمة لإنقاذها.

الحل في ليبيا يكمن في إيجاد توافق داخلي محض بالدرجة الأولى نحو إنهاء المراحل الانتقالية، والعمل على تجديد الأجسام الداخلية التي أعلنت فشلها مرارا وتكرارا.

أعلنت البعثة الأممية في ليبيا عن مبادرة الخمسة الكبار في 23 نوفمبر 2023، إلا أنها لم تستطع التقدّم فيها، بل وأعلنت عن تعثرها بطريقةٍ غير مباشرة أيضا.

تمكنت المقاومة الفلسطينية من ضرب نظرية الرّهاب من الغرب، والشعور بأنه قوّة متحكّمة بالشعوب، في الصميم، بل وجعلت منها في صالحها منذ أول يوم من عملية طوفان الأقصى، الأمر الذي دفع إسرائيل لارتكاب المزيد من المجازر في محاولة للانتقام من هزيمتها المذلة.

بعد إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة، تظاهر مئات في حي الصحابة الذي كان له نصيب كبير من الإعصار والدمار والفيضان، تعبيرا عن غضبهم من الأجسام السياسية التي في البلاد، بل وطالبوا بمحاسبة المسؤولين، وليرتفع سقفهم بالتنديد بالبرلمان ورئيسه في شرق البلاد.

تعرضت مدينة درنة في شرق ليبيا لإعصار "دانيال" الذي جرف معه الأرض والأرواح، إعصار لم تعرفه مدن البلاد من قبل، ولتكون درنة من أكثر المناطق تضرّراً، وذلك بسبب وجود الشقّ الصخري، أو ما يُعرف بوادي درنة الذي تمرّ فيه المياه بشكل كثيف.