استمر شهر العسل بين الحكومة ممثلة برئيسها الدبيبة ومحافظ المصرف سنوات إلى أن أدّت مجموعة عوامل إلى الخلاف الذي ظهر للعلن وسيكون له آثاره على المشهد الليبي.
على الرغم من وجود هيئة للجسور والأودية والسدود في ليبيا، تضم مئات الموظفين الذين يتقاضون مرتباتهم من الخزينة العامة، إلا أنها، كغيرها، مجرّد مؤسّسات ورقية توزّعت بين الشرق والغرب، من دون أن يكون لها برامج عمل أو خطط أو أهداف تسعى إلى تحقيقها.
تؤكد حكومة عبد الحميد الدبيبة في ليبيا رغبتها باستمرارها في الحكم. وترى كل وسيلة قد تقرّبها من ذلك مشروعة، ولقاء الصهاينة ليس استثناء، خصوصا أنه جاء بطلب أميركي، وبذلك تقلّد غيرها، ليقينهم جميعا بأن رضا أميركا يمر من البوابة الإسرائيلية
لن تغيّر مغادرة خالد المشري رئاسته مجلس الدولة في ليبيا الكثير، فستعود الخلافات بين مجلسي الدولة والنواب، سيما وأن الرئيس الجديد محمد تكالة أحد أبرز رافضي التسوبة مع مجلس النواب، والذين لهم موقف معارض للتعديل الدستوري الذي كان أهم مخرجات هذه التسوية.
تعدّدت اللجان وتكررت الاجتماعات في ليبيا، ولم يُكتب لأي منها أي نجاح، بل زاد كثير منها من اتساع الفجوة، وكرّس مفهوم الانقسام وعزّز صور الكراهية بين أبناء الشعب، الأمر الذي جعل ليبيين كثيرين لا يعوّلون على هذه اللجان، ولا ينتظرون حلاً منها.
أثار موقف مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، عبدالله باتيلي، من اجتماعات لجنة 6 + 6، وإصراره على خطته تكوين اللجنة السياسية التي ستعدّ قوانين الانتخابات، انتقاداتٍ اعتبرت تهميشه مخرجات اللجنة انحرافا عن مهامه، مساعدة الليبيين على إنهاء خلافاتهم.
يرى ليبيون كثيرون أنّ الانتخابات، حتى وإن كُتبَ لها الإنجاز، وذلك أمرٌ بعيد الاحتمال، فإنّها لن تكون البلسم الشافي لأوضاع البلاد الحالية، بل على العكس من ذلك، فقد تجرّ البلاد إلى حرب أخرى لن يستطيع أحد أن يتنبأ بنهايتها أو بمآلاتها.
يبدو أن الأزمة الليبية ستشهد تطوراتٍ كثيرة في القريب، وستكون هناك أحداث كثيرة نتيجة تداخل مصالح أطراف الصراع، وحرص معظم الأطراف المؤثّرة على المشاركة والمساهمة في الوصول إلى حالة من الاستقرار تخدم مصالحها، والتقارب المتزايد في الآراء.
برنار هنري ليفي ومكسيم شوغالي، اسمان يعرفهما الليبيون اليوم جيدا، على عكس السابق، دخل الأول ليبيا بحجة مساعدة الليبين على التخلّص من نظام القذافي، في حين دخلها الثاني بحجة مساعدة الليبين على الخروج من نفقهم المعتم، فيما كان لكلّ منهما أجندته الخاصة.