يحلّ عيد الأضحى ويكون فرصة لتبادل الزيارات بين الأقارب، لكن مع أزمة المواصلات في مناطق سيطرة النظام السوري التي تفاقمت قبل العيد، حُرمت عوائل فرصة الالتقاء، ما دفعها إلى الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي كبديل للتواصل في الوقت الحالي.
سعيد حلبي، المقيم في جديدة عرطوز، لم يكن قادراً على زيارة شقيقه في منطقة صحنايا بريف دمشق، مرجعاً السبب لأزمة المواصلات، قائلاً لـ"العربي الجديد": "أزمة المواصلات قديمة، لكنها تفاقمت أخيراً نتيجة غلاء المحروقات وقلة الباصات العاملة على كل الخطوط، فأصبحت مشكلة التنقل همّاً كبيراً للناس، ومن بينهم أنا وعائلتي، خصوصاً في العيد، إذ نضطر إلى الانتظار لساعات وأجور التكاسي مرتفعة جداً. لذلك، التنقل من دمشق إلى ريفها، أو من صحنايا إلى جديدة عرطوز مثلاً، أو من ضاحية قدسيا إلى جرمانا صعب للغاية".
يضطر حلبي إلى أخذ عدة وسائل نقل، تكلفه الكثير من المال، فضلاً عن عدم توافرها، وفترات انتظارها الطويلة والازدحام الخانق للحاق بها، مضيفاً: "تحدث مشاجرات ومشاكل عند وصول الحافلة أو السرفيس، لذلك نفضل البقاء في بيوتنا ولا نغادرها خلال العيد. وحتى زيارة الأقارب والأصحاب أصبحت مشكلة، فنكتفي بوسائل التواصل الاجتماعي".
أضاف حلبي: "زرنا الأقارب في المنطقة ذاتها. ذهبنا إليهم سيراً على الأقدام، تحركاتنا في العيد أصبحت محدودة، ليس كما كنا سابقاً، إذ لا يمكنني الذهاب مع أولادي الثلاثة وزوجتي إلى دمشق، لكون الأمر يحتاج لساعات، مع أن المسافة ليست كبيرة، لكن الأزمة باعدت كثيراً بيننا وبين الأقارب".
يضاعف أزمة المواصلات في العيد، توقف العاملين في وسائل النقل عن العمل، مستغلين العيد لقضاء الوقت مع عوائلهم.
يوضح ماجد الخطيب، المقيم بدمشق، لـ"العربي الجديد"، أن مشكلة المواصلات خلال فترة العيد تكمن في الغلاء وقلة المتاح من وسائل النقل، قائلاً: "اضطررت أمس في أول أيام العيد إلى دفع مبلغ كبير جداً يساوي راتب موظف، خلال زيارتي للأقارب بمنطقة تبعد كيلومترات قليلة عن المكان الذي أقيم فيه. ليس هناك سرافيس، ولم يكن أمامي سوى استقلال سيارة أجرة مع العائلة".
وتابع الخطيب: "أصحاب سرافيس النقل الداخلي من أبناء الريف، وحتماً غير موجودين في العيد ضمن دمشق، لذا يكون الاعتماد الأساسي على سيارات الأجرة، التي يرتفع سعرها في العيد".
كريم أبو فاضل، المقيم في السويداء، يوضح لـ"العربي الجديد" أنه لن يكون قادراً على الذهاب لزيارة العائلة في مدينة السويداء بسبب أزمة النقل، وهذا العيد يمضيه في دمشق، مضيفاً أنه ككثير من الأصدقاء اكتفى بمعايدة أقاربه عبر مكالمات الفيديو فقط، قائلاً: "أزمة النقل بدأت قبل العيد، وهي مستمرة حتى الوقت الحالي، في كل المناطق، وليس فقط في دمشق. لدي عدة أصدقاء من حمص ودرعا واللاذقية لم يستطيعوا الذهاب لقضاء عطلة العيد مع أقاربهم بسبب أزمة المواصلات".