أن تخوض حرباً مع الكيان الصهيوني الغاصب أهون من أن تخلع ديكتاتوراً عربياً!.. هكذا بدأ صديقي حديثه معي.. فاستفزتني البداية نظراً لكراهيتنا معاً للكيان الصهيوني.. فسألته مندهشاً: كيف تقول هذا، وإلى ماذا استندت؟
تتفق أو تختلف مع تيارات الإسلام السياسي، تحبهم أو تكرههم.. تتفق أو تختلف مع فض اعتصامي رابعة والنهضة بهذه الطريقة الوحشية هذا شأنك، وهذا "اختيارك" وسوف تحاسب عليه أمام الله وأمام التاريخ.. لكن إياك أن تكذب حاسة الإبصار وتهين النظر..
بعد انتهاء الزيارة وقضاء يوم ممتع مع ابنتي وزوجها وحفيدتي، أعود كما أتيت بنفس وسائل المواصلات، لكن اليوم ولظروف ما ركبت مترو الأنفاق لتكون محطة نهاية الرحلة بالنسبة لي هي محطة مترو (الشهداء)..
ينتابك شعور من الغصة والمرارة، ممزوج بمشاعر السخرية والدهشة تصل إلى مرحلة القرف، كلما اقتربت من تعاطي الإعلام المصري مع أي حدث يخص الشأن المصري، لتجد نفسك تركب بساط الريح وتذهب إلى مدينة العجائب "والت ديزني".
هناك فارق كبير في المناخ العام وموازين القوى وانحيازات الشارع المصري بين انتخابات برلمان 2011، وانتخابات برلمان 2015: الأولى كانت في ظل ثورة، والثانية في ظل انقلاب..
ليس لسجين أشقاه القهر والظلم والتعذيب ان يرفض عفواً حتى ولو كان من سجانه.. فهنيئاً للمفرج عنهم وأهلا بحريتهم التي طالما نادينا بها جميعاً، وسلام.. سلام على المظلومين.. وسلام.. سلام على المجهولين
أسئلة كثيرة يطرحها الكثيرون من القابضين على جمر الثورة والمهمومين باستمرارها ومصيرها المجهول وحتمية الصراع بين ثورة معطلة إلا من القليل وثورة مضادة تعمل بكامل طاقتها. ماذا عن الهدوء الذي غالباً لا يسبق العاصفة؟
هذا هو حال الدولة المصرية منذ الانقلاب الغاشم في الثالث من يوليو عام 2013 من فشل إلى فشل أكبر ومن دماء إلى دماء أعظم من السيسي وعدلي منصور والببلاوي إلى السيسي ومحلب، من مجازر ومحارق إلى اغتيالات وإعدامات
المحبطون لا يصنعون مجداً، والمحبطون لا يحققون انتصاراً؟ وكم من فشل تحول إلى نجاحات؟ فإذا كانت ندى سلامة وبعض من شاركوها استطاعوا أن يسحبوا غالبية جمهور مواقع التواصل لساعات طوال لحساب خديعة الانتحار.. فما بالك بخداع أجهزة الدولة وإعلامها الكاذب.
هذه التصريحات الفجة ما هي إلا انعكاس حقيقي لحكم العسكر الذين أزالوا حكم الملك والباشوات وجاءوا بحكم الأسياد، الذين أزالوا قطاعاً مثقفاً منتجاً وجاءوا لنا بقطاع جاهل فاسد غير منتج.