هناك فارق كبير في المناخ العام وموازين القوى وانحيازات الشارع المصري بين انتخابات برلمان 2011، وانتخابات برلمان 2015: الأولى كانت في ظل ثورة، والثانية في ظل انقلاب..
الأولى كانت في ظل آمال وطموحات مشروعة، والثانية في ظل إحباطات ربما تكون مبررة لدى البعض، نتيجة حالة التخاذل والتماهي والإقصاء من شركاء الثورة الأولى، كانت بين الثورة في أوج قوتها وانتصارها وترابطها ممثلة في شركاء الثورة، وبين الثورة المضادة في ظل ضعفها وارتباكها وانكماشها.
في هذه الحالة كان عصر الليمون له مبرراته الموضوعية والثورية، أما في الحالة الثانية فالعكس تماماً، لأن الثورة في حالة تراجع وانكماش وتشتيت وانقسام، ما بين مشارك ومقاطع، ولكلٍ وجهة نظر، والثورة المضادة في حالة قوة وانتصار وتكاتف، ودعم داخلي وخارجي.
ولذلك لا أظن أن عصر الليمون له ما يبرره، خصوصاً أننا جميعاً نعلم أن السيسي قطع كل السبل أمام أي مصالحة، وكذلك مؤسسات الدولة أكدت بإجراءاتها القمعية المعادية للثورة أنه لا سبيل للإصلاح من الداخل، ولذلك فإن اعتلاء أرباب الحزب الوطني وأنصار الانقلاب لكراسي البرلمان حتمي، ولا يجوز التشكيك فيه، وهم لا ينقصهم الآن سوى إعلان النتيجة.
وهذا ليس من باب الإحباط، ولكنه الواقع الفعلي الأليم. ومن الآن وحتى ذلك الحين، علينا أن نشكل من أنفسنا جبهة معارضة ثورية حقيقية تستكمل مشوار الثورة، الذى بات أصعب، حتى تستطيع أن تعارض وتواجه نظام السيسي الذي لا يختلف عن نظام مبارك، بل هو الأسوأ.
وأولى خطوات التكوين هي المقاطعة الشاملة من كل أطراف الثورة، أو أغلبها، نعم المقاطعة لن تغير في النتيجة، لكنها لن تعطيهم الشرعية التي يتمنونها، وخصوصاً على الصعيد الدولي المتخاذل، وكذلك لا يكونون قد فازوا باختيارنا ومشاركتنا. ونعتبر المقاطعة خطوة على طريق المقاومة، خصوصاً أن كتلة المقاطعة تنمو وتتصاعد من استحقاق إلى آخر، خصوصاً من الشباب، عصب الثورة والدرع الواقي لها، وهذا ما أزعج السلطة في الاستفتاء على الدستور، وما يسمى بالانتخابات الرئاسية. وكذلك عدم تفاعل الشارع مع الانتخابات. وإن كنت أرى أن النظام يحاول أن يضفي على الانتخابات البرلمانية صبغة التنافسية من خلال الإعلام المضلل، وأخبار هنا وهناك عن المرشحين والقوائم.
وكذلك داخلية النظام تحاول أن تطمئن الشارع، من خلال تصريحات عن القضاء على البؤر الإرهابية، وأن الأمن مستتب. وهذه كلها محاولات من النظام لجر الشارع إلى الانتخابات، من أجل الخروج بأعلى نسبة تصويت تشرعن مشروع دولة السيسي للقمع والاستبداد.. وهي معركة مصطنعة و منافسات وهمية يخوضها المرشحون بسيوف خشبية، فالانتخابات على ملعب النظام وحكامه وجماهيره فهي تشبه التقسيمة في مباريات كرة القدم.
والآن عليك أن تتخذ قرارك، إما بالمشاركة أو المقاطعة، هذا عرض وليس فرضا. عليك فقط أن تراجع الفترة السابقة من عمر الانقلاب على الصعيد الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي، لتعلم إلى أين نحن ذاهبون، ولتعلم أيضاً أن هناك فارقا كبيرا بين عصر الليمون وتجرع السم، فإن لم تستطع تغيير الواقع فلا تكن جزءا منه.
(مصر)
الأولى كانت في ظل آمال وطموحات مشروعة، والثانية في ظل إحباطات ربما تكون مبررة لدى البعض، نتيجة حالة التخاذل والتماهي والإقصاء من شركاء الثورة الأولى، كانت بين الثورة في أوج قوتها وانتصارها وترابطها ممثلة في شركاء الثورة، وبين الثورة المضادة في ظل ضعفها وارتباكها وانكماشها.
في هذه الحالة كان عصر الليمون له مبرراته الموضوعية والثورية، أما في الحالة الثانية فالعكس تماماً، لأن الثورة في حالة تراجع وانكماش وتشتيت وانقسام، ما بين مشارك ومقاطع، ولكلٍ وجهة نظر، والثورة المضادة في حالة قوة وانتصار وتكاتف، ودعم داخلي وخارجي.
ولذلك لا أظن أن عصر الليمون له ما يبرره، خصوصاً أننا جميعاً نعلم أن السيسي قطع كل السبل أمام أي مصالحة، وكذلك مؤسسات الدولة أكدت بإجراءاتها القمعية المعادية للثورة أنه لا سبيل للإصلاح من الداخل، ولذلك فإن اعتلاء أرباب الحزب الوطني وأنصار الانقلاب لكراسي البرلمان حتمي، ولا يجوز التشكيك فيه، وهم لا ينقصهم الآن سوى إعلان النتيجة.
وهذا ليس من باب الإحباط، ولكنه الواقع الفعلي الأليم. ومن الآن وحتى ذلك الحين، علينا أن نشكل من أنفسنا جبهة معارضة ثورية حقيقية تستكمل مشوار الثورة، الذى بات أصعب، حتى تستطيع أن تعارض وتواجه نظام السيسي الذي لا يختلف عن نظام مبارك، بل هو الأسوأ.
وأولى خطوات التكوين هي المقاطعة الشاملة من كل أطراف الثورة، أو أغلبها، نعم المقاطعة لن تغير في النتيجة، لكنها لن تعطيهم الشرعية التي يتمنونها، وخصوصاً على الصعيد الدولي المتخاذل، وكذلك لا يكونون قد فازوا باختيارنا ومشاركتنا. ونعتبر المقاطعة خطوة على طريق المقاومة، خصوصاً أن كتلة المقاطعة تنمو وتتصاعد من استحقاق إلى آخر، خصوصاً من الشباب، عصب الثورة والدرع الواقي لها، وهذا ما أزعج السلطة في الاستفتاء على الدستور، وما يسمى بالانتخابات الرئاسية. وكذلك عدم تفاعل الشارع مع الانتخابات. وإن كنت أرى أن النظام يحاول أن يضفي على الانتخابات البرلمانية صبغة التنافسية من خلال الإعلام المضلل، وأخبار هنا وهناك عن المرشحين والقوائم.
وكذلك داخلية النظام تحاول أن تطمئن الشارع، من خلال تصريحات عن القضاء على البؤر الإرهابية، وأن الأمن مستتب. وهذه كلها محاولات من النظام لجر الشارع إلى الانتخابات، من أجل الخروج بأعلى نسبة تصويت تشرعن مشروع دولة السيسي للقمع والاستبداد.. وهي معركة مصطنعة و منافسات وهمية يخوضها المرشحون بسيوف خشبية، فالانتخابات على ملعب النظام وحكامه وجماهيره فهي تشبه التقسيمة في مباريات كرة القدم.
والآن عليك أن تتخذ قرارك، إما بالمشاركة أو المقاطعة، هذا عرض وليس فرضا. عليك فقط أن تراجع الفترة السابقة من عمر الانقلاب على الصعيد الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي، لتعلم إلى أين نحن ذاهبون، ولتعلم أيضاً أن هناك فارقا كبيرا بين عصر الليمون وتجرع السم، فإن لم تستطع تغيير الواقع فلا تكن جزءا منه.
(مصر)