أحمد فؤاد نجم

قد نتفق مع الكاتبة المصرية، صافيناز كاظم، وهي تتناول الراحل بهاء طاهر كاتبًا ومسؤولًا ثقافيًا، لكن ذلك لا يبرّر استهدافها في منصّات البذاءة. والجسد الثقافي مصابٌ بسرطان التزييف والشللية، وهناك من الأسماء من حصل على شهرة ومكانة هو أصغر منها بكثير.

نحن، الآن للأسف الشديد، أمام مساخر مخجلة جدا وصغيرة جدا وهابطة أيضا، من إنتاج سوق الجمعة، في إمبابة، حيث العراك على "فرد حمام بلدي"، أو حصّالة قديمة أو ساعة جوفيال قديمة أو صورة قديمة لمحمود شكوكو بعدما أمال الطربوش على حاجبه وتحزّم باللاسة.

فوجئنا، نحن الشبان الذين ساقنا قدرُنا إلى الخدمة في الجيش العربي السوري بأنّ الضباط في معرض احتقارهم إيانا، يخففون كلمة ولاك لتصبح "ولاه". يقرأ محسوبكم كلاماً يقول إن إسرائيل لن تسمح بقيام دولة ديمقراطية في سورية. هل نريد إقامةَ دولة ديمقراطية؟ بجد؟

خرج المصريون جميعاً ضد حسني مبارك، فما الذي جعل كلّ هؤلاء، ليلاً، يهدون ثورتهم مرّة ثانية للمؤسسة التي قاموا بثورةٍ ضد رموزها الحاكمة والمتحكّمة في الظاهر والباطن وراح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف من خيرة شباب الوطن؟

كانت أغاني الشيخ إمام بمثابة مفتاح التعارف والصداقة بين اليسار، إذ ما إن كان أحد ما يسمع دندنة من أحد ما لأغنية للشيخ، حتى يصبح المدندن صديقا مقرّبا، فهو حتما "يساري تقدّمي". ولكي يحفظ أغنية للشيخ هذا يعني أنه سمعها مرارا سرّا، وهذه كانت نقطة لصالحه!