وائل قنديل

احتضان النظام العربي تظاهراتِ الشارع الصهيوني وفعالياته، يقابله تجهم وعداء وصرامة للشارع العربي إذا حاول التعبير عن غضبه لما يجري للشعب الفلسطيني.

الطوفان المضادّ من الحرب النفسية أخطر على العرب وفلسطين من العدوان العسكري، الذي يشنّه الكيان الصهيوني على غزّة منذ تسعة أشهر.

ليس المهم في مصر اليوم أن يكون الشخص فاسداً، بل أن يكون المسؤول الذي اختاره مقتنعاً بقدراته ومعجباً به، ومؤمناً بأنّ تعيينه يصبّ في مصلحة الوطن!

في مصر، باتت تهمة الانضمام لجماعةٍ إرهابيةٍ تصل إلى المواطنين العاديين في المنازل، إن تبرّموا من انقطاعات الكهرباء أو اشتكوا من مضاعفةِ ثمن رغيف الخبز. 

كانت فلسطين حاضرة في قلب المعركة الانتخابية البريطاية عاملاً مهمّاً في اتجاهات التصويت، إذ سقط حزب المحافظين سقوطاً مُدوّياً بزعامة ريشي سوناك المؤيد لإسرائيل.

لا يمكن توقع تغيير في ظل حالة موات سياسي عام على نحو أفدح مما كان قائماً في أشد الفترات تكلّسّا في تاريخ مصر، حالة الخمول والهزال تجاوزت الحكومة.

الأسباب التي أطاحت ماكرون هي التي سوف تقضي على مسيرة بايدن السياسية، ليس لأنّ الناس كرهت يسار الوسط الديمقراطي، بقدر ما أنّ هذا اليسار بدا أشرس من اليمين.

المقاربة الأميركية للحرب على الشعب الفلسطيني، التي تشارك فيها واشنطن بكلّ إمكاناتها العسكرية والدبلوماسية، تَحفَلُ بعديد من التناقضات ومظاهرت الارتباك

لم يكن أحد يتصوّر أن يصل النفوذ الصهيوني إلى حدّ التحكّم في ساعات الإضاءة والإظلام في مصر التي يعتبر الكيان أن نظامها "هدية الله" بدلاً من الإسلام السياسي.

من العبث النظر إلى أزمة الظلام في مصر من زاوية انقطاع التيار الكهربائي فقط، فهي ليست سوى واحدة من انعكاسات أزمة أشمل، هي أزمة انقطاع وطن عن حضارته وشخصيّته.