محمد البريم (فلسطين)

معلقة حياتنا على بوابات معبر رفح، ومعلقة على المصالحة، ومعلقة على الحاجز والجدار والكتل الإسمنتية، ومعلقة على القمة العربية، ومعلقة على الأشياء التي تبدأ وتنتهي، فيما الناس لم تعد تطيق فلسفة الأمور، فالوقت يمضي ونحن بحاجة للخروج من هذه الدوامة.

يناقض أستاذ الإعلام، نشأت الأقطش، نفسه في لقائه مع قناة الجزيرة، وتوضيحه في "فيسبوك"، وقوله: "ما أغضب البعض هو موقفي من منظمة التحرير، وهو موقف بحاجة لتوضيح، نتمنى أن تكون المنظمة جامعة تضم الكل الفلسطيني، لكنها اليوم ليست كذلك.

تقول القاعدة إن "الضرورات تبيح المحظورات"، والمحظور هنا أن يدخل شعب بكامله داخل السجن، من أجل أن تظل "حماس" متمسّكة بالقطاع. والضرورة هنا هي كيفية التفكير باستئناف حياة سكان القطاع، وتواصلهم مع العالم وفك عزلتهم المستمرة منذ 11 عاماً.

منح مجلس الوزراء الأردني حق التملك للفلسطينيين المقيمين في المملكة بموجب البطاقة البيضاء. كما قرّر السماح لأبناء قطاع غزّة بتسجيل مركبات الديزل بأسمائهم. وشدد الملك عبدالله الثاني في لقائه الرئيس الفلسطيني على رفض الأردن بناء وحدات استيطانية ومصادرة الأراضي الفلسطينية.

تستحق تجربة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الإنصاف والتقييم، كان يمكن الاستعانة بها في هذه المرحلة الحرجة والخطيرة من تاريخ شعبنا وقضيتنا والبناء عليها، في ظلّ حالة من التردي العربي والخذلان الذي تمرّ به القضية الفلسطينية.

يسجّل للواء بلال النتشة، الذي يتسلم مسؤولية المؤتمر الوطني في القدس، أنه لم يغلق ألبتة باب مكتبه في وجه أحد، ويستقبل كل أبناء شعبه من كل المحافظات، ويتعامل مع كل الحالات بتفان، سواء كانت تتعلق بالصحة أو التعليم، أو غيرها.

العدد الهائل من الشهداء والجرحى والدماء التي سالت، وما زالت تسيل، في مسيرات العودة، ومشهد المواطنين الذين اصطفوا في طوابير أمام تكية العدس في الشجاعية، وقبلها في جباليا، يعكس مدى إخفاقكم، وهذا يعني أنّ ضمائركم ما زالت نائمة ومغيبة.

شعبنا الفلسطيني نفسه حائر وتائه، وضائع ومنقسم، ولا يملك رؤية موحدة، ولا برنامجاً واحداً، بل إنّ التباين قد أصابه، والاختلاف قد لحق به كقيادته، حتى أضحى امتداداً للفصائل، وانعكاساً لمواقفها وآرائها.

القوانين ليست ثابتة، حيث لا بد أن تخضع للتغيرات المستمرة على الصعيدين، السياسي والاجتماعي، فالثابت الوحيد هو التغيير، لذلك، يجب أن تخضع القوانين له، ليتماشى مع الظروف القائمة، ويحقق الاستقرار في صورته المنشودة.

يدرك المتتبع لتصريحات المسؤولين الفلسطينيين في جناحي الوطن تماما ميلهم إلى ثقافة الإجابة، أكثر بكثير من ثقافة السؤال والبحث، وكأنهم جاهزون ومستعدون لأي سؤال، يمكن أن يطرح عليهم، بل ويصل بهم الأمر إلى تجريم السؤال، وتحريم التساؤل.