حسن نصرالله

وقع لبنان وسط الفراغ، وخلت المناصب الرئيسية أكثر من مرّة خلال العقود الماضية، واليوم يعيش البلد على وقع أزمة اقتصادية وسط مخاوف من تكرّر الفراغ في مواقع المسؤولية. ومع ذلك نجد من يوّقع قراراً مهما كقرار ترسيم الحدود مع إسرائيل!

تقاطع المصلحة اللبنانية الاقتصادية في الاستفادة من الغاز مع الإرادة الأميركية في التوصل لتسوية للنزاع مع إسرائيل، وتأمين الاستقرار في الحوض الشرقي للمتوسط بهدف تأمين تزويد أوروبا بالغاز من إسرائيل ومصر.. عوامل ساعدت في ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل

واقع مقبض ومؤلم، مصنوع بعناية، حيث وصلنا إلى اللحظة التي تتقاسم فيها المقاومة والعدو السعادة بحدثٍ واحد، تمّ برعاية أميركية، تعطي الكيان الصهيوني حقل كاريش الذي بدأ باستخراج الغاز منه بالفعل، كاملًا غير منقوص، فيما يحصل لبنان على ثلثي حقل قانا!

وقع بعضهم في تناقض رهيب، فإذا أيّدوا الشاب الذي حاول قتل الروائي سلمان رشدي سيبدون وكأنهم واقفون في صفّ الخميني، ونظامه ومليشياته، وإذا أبدوا تعاطفهم مع رشدي، سيصب تعاطفهم في مصلحة الليبرالية، لذا كان الحل الطعن في كتابة رشدي.

عند حركة دينية مسلحة غير معنية سوى بالقتال وبالحكم مثل "حماس"، تكون الكلمة الأخيرة للسلاح وللمصلحة وللأيديولوجيا، ولهذا من الطبيعي أن تكون حماس على علاقة وطيدة وجيدة مع كل من إيران وحزب الله والنظام السوري. واللامنطق يكون عكس ذلك.

نالت إيران من حركة حماس ما تريده لتبييض صفحتها وشرعنة احتلالها وتدميرها الحواضر العربية، بحجّة التصدي للمؤامرات المزعومة التي تستهدف المقاومة وفلسطين. علماً أنّ تلك الحواضر كانت حاضرة في التصدّي للغزاة الأجانب، وتحرير فلسطين من التتار والصليبيين.

حالة من التواطؤ الإعلامي عربيا على ما حدث في النقب، من إجراءات تسليم القيادة للاحتلال الصهيوني، في احتفاليةٍ صاخبةٍ على مقربة من قبر الصهيوني المؤسس بن غوريون، وتواطؤ أشدّ على العمليات البطولية للمقاومين الفلسطينيين ضد المستعمرين الصهاينة.