عندما لا تعجبه واحدة من إشارات الامتعاض أو الانزعاج، يرفع حزب الله شعار "السلطة الحاكمة" لا "الحكومة" مستنكرًا تواطؤها، وكأنّه ليس هو الذي يدير دفّتها.
قُتِل كثيرٌ من أهلِ غزّة، والذين بقوا هائمون على وجوههم، راكضون من خيمة إلى أخرى، فيما "حماس" لا تطلب أكثر من العودة إلى ما كانت عليه غزّة قبل "الطوفان".
طالما كانت العلاقة اللبنانية السورية إشكالية، وقد جاءت حادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية في بيروت، لتزيدها إشكالية. هنا وجهة نظر حول هذه العلاقة.
مصر العريقة والتي كنّا نعوّل عليها، صارت تشبه دولنا العربية بتفكك بنيانها، بالدور الحيوي التي تلعبه مليشياتها، بتقاعسها عن فرض احترام معاهداتها ومصالحها.
كلّما تعاظمت محنة اللبنانيين، كبرت نوستالجيا الحنين إلى الماضي، وتمدّدت، لتتحوّل إلى نوع من التأريخ الشفهي لما كان عليه حالهم قبل ابتلائهم بما هم به الآن.
الملفت في سياق الحديث عن تراجع الديمقراطية غربيا، حديث من يؤيدون الأنظمة الاستبدادية، ومن يعلنون رفضهم للديمقراطية، عن هذا التراجع ونقد الغرب بسبب ذلك!
في عام 1968 احتّج طلاب جامعة كولومبيا ضدّ الحرب التي تخوضها بلادهم على فيتنام، واليوم يحتجون ضد الحرب على غزّة، وفي المرّتين تمدّد الاحتجاج إلى جامعات أخرى.
وقفت إيران أمام الإبادة والتجويع بحقّ أهل غزّة، كلّ هذه الأشهر، تصرخ بـ"وحدة الساحات". لم تتألم طهران، ولم تردّ، ولم تغامر، إلا بعد اغتيال قيادييها في دمشق.
لكي نستمر على قيد الحياة في لبنان علينا النسيان، كأن الحرب الأهلية لم تكن بالأمس، ولن تكون اليوم. ننساها، فنتمّكن من العيش ولا نصاب بداء الذاكرة المعطوبة.