الخميني

روايات سلمان رشدي، في العموم، سواء تلك المثيرة للجدل، أو التي تلتها وسبقتها، لا تخرج عن المناخ الرابط مع الاستفادة من التراث الإسلامي، وأي قراءة في مجمل أعماله تري حشد الأسماء والأماكن التي تحيل إلى محيطه الهندي المسلم الذي نشأ فيه.

لماذا كان سلمان رشدي هدفا لفتوى هدر الدم، والتي نُفذت بعد 33 عاماً؟ ربما يجب العودة إلى المرحلة التاريخية التي صدرت فيها الفتوى، فهي لم تكن إلا أداة سياسية إيرانية في مرحلة تاريخية مفصلية، لكنها في المقابل ساهمت في نشر الإساءة للإسلام أكثر من حمايته.

أتُراه، سلمان رشدي، تساءل إن كانت روايته "آيات شيطانية" ضرورية لتستأهل هذا الضرر والأذى كله؟ ولو أنّه عرف بأنّها ستفضي إلى ما أفضت إليه، هل كان سينشرُها، خصوصاً أنّ التطرّف الإسلامي في وقتها لم يكن قد انتشر كما هو اليوم، ناراً في الهشيم؟

ليس اجتهادٌ مرتجلٌ عن اللبناني هادي مطر كافيا لقراءة صورةٍ مقطعية لدماغه، وما في تضاعيفه من "ثقافةٍ" غير متصالحة مع أيٍّ من قيم الحياة الأميركية ونزوعاتها الليبرالية، وما فيها من علو لمكانة حرية الرأي والتعبير، ومرتدّة إلى أفكارٍ في ضفة أخرى مضادّة.

منذ وصول الرئيس الجديد، إبراهيم رئيسي، إلى السلطة في إيران، تصاعدت حملةٌ مضادّة للحريات هي الأكثر تشدّداً في العقدين الأخيرين. إذ أخذت أجهزة الحكم تتعامل بحدّية وحزم وتشدّد مع الظواهر غير المتوافقة مع إيديولوجيا السلطة.