الإبداع الأدبي

أن نكتب يعني أن نحاول استلهام الحياة بأدقّ ملامحها عبر الكلمات وحدها، وأن تتجرّد من كل ممارسةٍ، وتتنازل عن كل وسيلةٍ عدا وسيلة الكتابة وحدها، حيث تكون الكلمات مادة الكتابة الأولى والأخيرة.

بقي الروائي المصري الراحل، بهاء طاهر، من المخلصين القلائل لفن القصة القصيرة الجميل، والذي وجد فيه بيئة للكتابة ذات الأبعاد الإنسانية الشاملة، دون أن يتخلّى عن شروطه الفنية العالية، بل حتى رواياته مكتوبة بالنفس القصصي العالي إياه.

في أوروبا وأميركا تُدرّس فصول كاملة عن الكتابة، وتمنحُ شواهد في ذلك ومحاضرات ودروس مسائية وأخرى نهارية.. بمعنى أن هناك عالما كاملاً، يحيط بمُحبّ الكتابة، من أجل أن يتمكّن من تقنيات الكتابة، خصوصا في المراحل الأولى.

العفوية في الكتابة المستمرّة هي نتيجة تراكم خبرات تبقي آثارها الخفية، حتى لو لم نلاحظها للوهلة الأولى. وهذا يفسّر لنا جانبا من جوانب الإبداع الأدبي الحر الذي يجد المبدع نفسه في خضمه اللجي من دون أن يخشى الغرق في النهاية.