10 سنوات من الفنون والحريات والتكنولوجيا

02 سبتمبر 2024
رصدت الصفحة التغيرات التكنولوجية المتسارعة (حسين بيضون)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تنوع وتوازن في المحتوى الصحفي**: "العربي الجديد" تقدم محتوى متنوع ومتوازن، مع التركيز على الفنون والتكنولوجيا وحرية الصحافة، والدفاع عن حرية الرأي والصحافيين.
- **تغطية فنية شاملة**: الصحيفة تخصص صفحات للفنون والموسيقى، تغطي المهرجانات السينمائية، وتجري مقابلات مع نجوم عالميين وعرب، وتنشر مذكرات وملحقات درامية.
- **تغطية العدوان على غزة**: تغطية مكثفة للعدوان على غزة في أكتوبر 2023، فضح انحياز الإعلام الغربي، تفنيد الأخبار الكاذبة، وتكريم الشهداء الصحافيين.

عادة ما ترتبط الصحف بالسياسة، وغالباً ما تصدر الصحف لتغطية الأخبار السياسية، وكل ما يدور في فلكها من اقتصاد، وقضايا اجتماعية. وهو ما يجعل تغطية الأقسام الأخرى، وخصوصاً المنوعات والفنون، هامشية. هذا في العادة، أو هذا ما دأبت عليه الصحافة العربية، التي تعاطت عقوداً مع الفنون ومتفرعاتها بكونها قضايا ثانوية، في منطقة تغلي يومياً بالأحداث الأمنية والسياسية والحروب.
لكن في "العربي الجديد" اخترنا طريقاً آخر، منذ اليوم الأول لصدور الصحيفة، إذ أدركت هيئة التحرير أهمية تقديم محتوى متنوع ومتوازن للقارئ، وإعادة صياغة صحافة المنوعات بطريقة تحترم عقل المشاهد من دون الغرق في الإسفاف والنميمة التي عادة ما تطبع هذا النوع من الأخبار في الصحافة العربية.
طوال عشر سنوات، حاول قسم المنوعات بشقيه، الفنون والشق الإعلامي المرتبط بتغطية كل قضايا عالم التكنولوجيا والصحافة، الإحاطة بالمشهد العربي، والتغييرات التي عرفها، سواء سينمائياً أو درامياً أو فنياً، بالتوازي مع التغييرات السياسية التي عرفتها المنطقة، كذلك شكلت صفحة الميديا فيه منبراً وجبهة دفاع عن حرية الرأي وحرية الصحافيين حول العالم، وتحوّلت التقارير التي تنشر في هذه الصفحة إلى مصدر للمعلومات بالنسبة إلى أبرز المنظمات المدافعة عن حقوق الصحافيين، بما فيها مراسلون بلا حدود (باريس)، ولجنة حماية الصحافيين (نيويورك) وهما الكيانان الأشهر في مجال الدفاع عن حرية الصحافة في العالم.
كذلك رصدت الصفحة التغيرات التكنولوجية المتسارعة، من السيطرة التدريجية لمواقع التواصل الاجتماعي على الحياة اليومية لسكان الكوكب، إلى تغلغل الذكاء الاصطناعي في قطاعات مختلفة. وبين هذا وذاك، انتقدنا الرقابة المفروضة على الخطاب الإعلامي في دول عربية، وتدفق المعلومات الكاذبة، عند كل حدث سياسي أو كارثة طبيعية، من الانتخابات في مختلف دول العالم، إلى الزلازل وسقوط الطائرات والثورات والمعارك.
وبينما كانت الأنظمة الدكتاتورية في مختلف أنحاء العالم تستخدم التكنولوجيا للتجسس على مواطنيها ومحاصرة المعارضين، نشرنا تقارير متكررة عن سبل تفعيل الحماية من رقابة الدولة، وطريقة استخدام مختلف تطبيقات المراسلة بحذر.
أما في صفحات الفنون في |العربي الجديد" وإن كان الهدف الأساسي منها تقديم محتوى متنوع يختلف عن الأخبار السياسية والاقتصادية التي قد تكون ثقيلة على القارئ، حاولنا إنتاج مضامين ممتعة لخلق توازن بين الجدية والترفيه في تجربتنا الصحافية، ونشرنا ملفات ومقابلات حاولت الإحاطة بالمشهد الفني العربي. 
هكذا نشرنا مقابلات خاصة مع نجمات عالميات، منهن نيكول كيدمان وبينيلوبي كروز وهيلاري سوانك وكيت وينسلت وأوما ثيرمان وكيت بلانشيت وتشارليز ثيرون وماريون كوتيار وتانيا باليولوغو. ومن العالم العربي حاورنا أغلب نجوم السينما والموسيقى من مصر ولبنان وفلسطين وسورية وتونس.
ولقد نشرنا على 50 حلقة مذكرات الصحافي والسيناريست اللبناني، المولود في مصر، فارس يواكيم، وهي المذكرات التي تناولت علاقته بكبار الفنانين الذين ساهموا بتشكيل الذاكرة الفنية العربية مثل الأخوين الرحباني ومحمد عبد الوهاب وصباح ونصري شمس الدين ووديع الصافي ورفيق الصبّان وسعاد حسني وعمر خورشيد.
وفي كل موسم رمضاني دأبنا على إصدار ملحق دراميّ خاص ومنفصل عن الصحيفة، يحيط بكل المسلسلات الرمضانية العربية، وهي العادة التي توقفت مع تفشي فيروس كورونا.
إيماناً من هيئة تحرير "العربي الجديد" بأهمية الفنون في مشهد عربي متبدل سريعاً، خصصت الصحيفة ثلاث صفحات سينما كل أسبوع، فغطت من خلال كتّابها أبرز المهرجانات السينمائية، من مهرجان كانّ الفرنسي، إلى مهرجان البندقية، وبرلين ومالمو. كذلك خصصت للموسيقى صفحة أسبوعية مستقلة عن صفحات المنوعات، واكبت الإصدارات الموسيقية الجديدة، وحاورت مؤلفين ومغنين من العالم العربي، وأعادت التعريف بفنانين صنعوا المشهد الموسيقي العربي، وبقي كثيرون منهم مجهولين عقوداً، وأضاءت على التجارب الموسيقية الشابة والجديدة، من المهرجانات والراب والتراب.
وبينما كان زملاء يغادروننا، وآخرون يلتحقون بالقسم، تطورت هوية الصفحات وتغيّرت لتواكب كل التطورات التي عرفتها الصحافة، فكنّا رواداً في اعتماد أغلفة غير سياسية، ورواداً في فتح نقاشات كانت حتى وقت قريب هامشية أو محرّمة في العالم العربي، ملتزمين بموقف واضح ضد المحاكمات الأخلاقية لصنّاع المحتوى والصحافيين، كما حصل في مصر وسورية وتونس وليبيا ولبنان وفلسطين... كذلك رفضنا الخطاب الإعلامي التحريضي الطائفي، وانتقدناه بشكل متكرر.

وبعد أسابيع قليلة من دخولنا عامنا العاشر، بدأت حرب الإبادة على الفلسطينيين في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ومنذ اللحظة الأولى التي تلت عملية طوفان الأقصى، أدركنا أن هذه الحرب لن تشبه ما سبقها، وتحوّلت صفحاتنا الثلاث من صفحات منوعة، إلى صفحات مخصصة لتغطية هذا العدوان: من انحياز الإعلام الغربي وتواطئه مع رواية الاحتلال، وصولاً إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي في طمس الحقيقة، ترجيحاً لكفة الاحتلال. وفنّدنا طوال الأشهر الماضية الأخبار الكاذبة التي روّجت لها ماكينات الدعاية الإسرائيلية، مدعومة بأسطول من الصحافيين الغربيين، مثبتين بالأدلة كذب رواية الاحتلال. ومع ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين في غزة إلى 172، حاولنا منح كل شهيد مساحة خاصة، كي لا يتحوّل إلى رقم فقط.
عندما كانت الصور تخرج من غزة، لقصف المسارح والمساجد والكنائس التاريخية، وصور الآثار الفلسطينية التي تتعرض للنهب، استعدنا تاريخ القطاع، وحاورنا متخصصين في هذا الشأن. كذلك استقبلنا على صفحاتنا مخرجين فلسطينيين وممثلين وموسيقيين، ونقلنا صوتهم وبياناتهم التي أدانت انحياز المؤسسات الفنية الغربية. وعلى وقع المجزرة، تابعنا ردود فعل فنانين عالميين طالبوا بوقفٍ لإطلاق النار، وانسحبوا من مهرجانات ومعارض، اعتراضاً على التعامي عن جرائم إسرائيل.

المساهمون