قال رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق ستار دنبوس، اليوم الأحد، إن التظاهرات والاحتجاجات الشعبية ثم جائحة كورونا أخَّرت إصدار قانون التقاعد والضمان الاجتماعي، الذي يضمن رواتب العمّال المتقاعدين.
وأكد دنبوس، في بيان، أن "الكثير من العمال يجهلون الدخول تحت مظلة الضمان الاجتماعي، لأسباب عدة، منها تخويف ربّ العمل لهم من الانضمام إلى الضمان الاجتماعي ودفع جزء من رواتبهم لهذه المظلة".
وأضاف أن "راتب العامل المتقاعد كان 300 ألف دينار (210 دولارات) وتم رفعه إلى 500 ألف دينار، وسيتم العمل في الفترة المقبل لرفعه أكثر"، لافتاً إلى أن "هناك مشكلة منذ عام 2003 تتمثل في الحد الأدنى للأجور البالغ 125 ألف دينار للعامل العراقي، وهو ما يعد متدنياً جداً".
وتحدَّث دنبوس عن "جهود لتوزيع قطع أراضٍ سكنية بين العمال"، مؤكداً أن "هناك تجارب ومبادرات، منها في النجف وكربلاء ومحافظات أخرى، لكن الأمر يعتمد على السلطة المحلية ومبادراتها في منح قطع أراضٍ سكنية ومشاريع تفيد العمال وعائلاتهم، وأن نحو 5 آلاف قطعة أرض تم توزيعها في الديوانية والمثنى والنجف وكربلاء".
عمال بلا حقوق
واحتفل الحزب الشيوعي العراقي، اليوم الأحد، بمناسبة اليوم العالمي للعمال، وتوجه بمسيرة نظمها أعضاء الحزب، بدأت من ساحة الأندلس إلى ساحة الفردوس وسط العاصمة بغداد، ورفع شعارات منها "أنقذوا العمال من الفقر" و"عمال العراق بلا حقوق".
وقال عضو الحزب أيهم رشاد إن "شريحة العمّال تعد من أكثر الشرائح المتأثرة بفعل المتغيرات الاقتصادية في البلاد، بضمنها تراجع قيمة الدينار العراقي، والتحكم بالأجور من قبل أرباب العمل، بسبب عدم وجود القوانين الصارمة التي تحكم سوق العمل".
وأضاف رشاد، لـ"العربي الجديد"، أن "نسب الفقر ارتفعت خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا، وأن العمّال هم قوام هذه النسبة الكبيرة".
ووفقاً لآخر إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط، فإن أكثر من 20 بالمائة من العراقيين يقبعون تحت خط الفقر الوطني، فيما تصل نسبة البطالة بين فئة الشباب إلى 22.7 بالمائة، في حين بلغت نسبة البطالة نهاية عام 2020 نحو 40 بالمائة، والسبب يعزوه مختصون إلى تفشي فيروس كورونا وقلة الوظائف في القطاعين العام والخاص.
وغرّد رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الأحد، بمناسبة عيد العمال قائلا: "نحيي الأيادي العاملة، نساء العراق ورجاله من الذين لم يتوقفوا عن العطاء جيلاً بعد آخر، وآمنوا بقيمة العمل، في يوم العمّال العالمي، نشحذ الهمم لأجل معركة البناء المستمرّة، عراقنا شيّدته الضمائر والسواعد المؤمنة بها، وستستمر في البذل لإعماره".
الأول من أيار مناسبة لنحيي الأيادي العاملة. نساء العراق ورجاله من الذين لم يتوقفوا عن العطاء جيلاً بعد آخر، وآمنوا بقيمة العمل. في يوم العمّال العالمي، نشحذ الهمم لأجل معركة البناء المستمرّة. عراقنا شيّدته الضمائر والسواعد المؤمنة بها، وستستمر في البذل لإعماره.
— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) May 1, 2022
وتشير أرقام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية إلى بلوغ أعداد العاملين الأجانب في العراق أكثر 200 ألف شخص، من جنسيات مختلفة، ما أدى إلى تضييق الخناق على العامل العراقي من ناحية الأجور والتعامل مع المهن. ومن المعروف أن العمال الأجانب في العراق يعملون بأسعار تنافسية بشرط توفر السكن من قبل رئيس العمل.