الصين تُجاري عودة ترامب بسياسة مالية استباقية... فماذا تتضمن؟

10 يناير 2025
محطة حاويات كواي تسينج في هونغ كونغ 16 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت الصين عن تبني سياسة مالية استباقية وزيادة الإنفاق العام لدعم الاقتصاد في مواجهة التحديات المحلية والدولية، مع التركيز على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بحلول عام 2025.
- ستقوم الحكومة ببيع المزيد من السندات لتمويل برامج متنوعة، بما في ذلك دعم شراء الهواتف الذكية والسيارات، وكبح مخاطر ديون الحكومات المحلية، مع رفع العجز الرسمي لتعزيز النمو.
- تراجع اليوان الصيني إلى أدنى مستوى له منذ 16 شهراً بسبب المخاوف من الرسوم الجمركية الأميركية المحتملة، مما يثير القلق بشأن آفاق النمو الاقتصادي.

أعلنت الصين أنها ستتبنى سياسة مالية استباقية وتسريع تنفيذ التدابير الداعمة للنمو، حيث تعمل بكين على زيادة الإنفاق العام هذا العام لدعم الاقتصاد الذي تهدده عودة دونالد ترامب والمشاكل المحلية، وفقاً لتقرير أوردته "بلومبيرغ" اليوم الجمعة. ونقلت الشبكة عن نائب وزير المالية لياو مين قوله في إفادة صحافية اليوم، أن "اتجاه السياسة المالية في عام 2025 واضح، واستباقي للغاية... سنقدم دعماً قوياً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية".

وقال لياو إن البلاد لديها "مساحة واسعة للسياسة المالية والأدوات للتعامل مع المشاكل المحلية والخارجية الجديدة"، مؤكداً أن تفاصيل الإصدار تخضع للإجراءات القانونية اللازمة وسيتم الإعلان عنها في الدورة السنوية للمؤتمر الشعبي الوطني في مارس/آذار المقبل.

وسبق أن تعهد كبار القادة في الصين بتقديم دعم مالي أكبر للاقتصاد العملاق عام 2025، بحيث يساعد الإنفاق الحكومي في تشجيع الاستهلاك وتمويل مشاريع البنية التحتية لدفع الطلب المحلي، فيما من المرتقب أن تواجه الصادرات رسوماً جمركية أميركية أعلى تقرها إدارة ترامب القادمة.

وقالت الحكومة إنها ستبيع المزيد من السندات السيادية والمحلية الخاصة هذا العام لتمويل برامج مختلفة، بما في ذلك إعانات شراء الهواتف الذكية والسيارات. كما سيتم استخدام جزء من التمويل لكبح جماح مخاطر ديون الحكومات المحلية وإعادة تمويل البنوك لتعزيز قدرتها على الإقراض.

كما وعدت سلطات الصين برفع العجز الرسمي للإشارة إلى تركيزها على النمو، علماً أنه عادة ما تحافظ بكين على المستوى عند 3% من الناتج المحلي الإجمالي في سعيها إلى إظهار الانضباط المالي. ولا يشمل العجز الرسمي الأموال المقترضة من خلال مبيعات السندات الخاصة.

والأربعاء، تراجع اليوان الصيني ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 16 شهراً في أعقاب صدور بيانات اقتصادية قوية في الولايات المتحدة، تزامناً مع اقتراب الرئيس المنتخب دونالد ترامب من العودة الفعلية إلى البيت الأبيض، وتصاعد احتمالات زيادة الرسوم الجمركية بشكل حاد من الإدارة الأميركية المقبلة، الأمر الذي يثير القلق بشأن آفاق النمو لأكبر اقتصاد في العالم بعد الاقتصاد الأميركي.

وتراجع سعر اليوان في السوق المحلية بنسبة 0.1% ليصل إلى 7.33 يوان مقابل الدولار يوم الأربعاء، وهو أضعف مستوى له منذ سبتمبر/أيلول 2023، على الرغم من محاولة بنك الشعب الصيني الحفاظ على استقراره قبل تنصيب دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني. ويسمح للعملة الصينية بالتداول في نطاق 2% من السعر اليومي الذي يحدده البنك المركزي، ويقترب سعر الصرف حالياً من الحد الأدنى لهذا النطاق.

ويعكس الضغط البيعي جزئياً مخاوف من أن الرسوم الجمركية الحادة المقترحة من ترامب على المنتجات الصينية قد تضطر بنك الشعب الصيني إلى إضعاف اليوان للتخفيف من تأثيرها على الصادرات، التي ساعدت البلاد في الحفاظ على النمو الاقتصادي، وسط ضعف الطلب المحلي من المستهلكين. وأدت البيانات القوية عن الوظائف والخدمات في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إلى تعزيز التوقعات بقيام بنك الاحتياط الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل أبطأ مما كان متوقعاً، على عكس الصين التي تتبع سياسة نقدية ميسرة لمواجهة الضغوط الانكماشية.

المساهمون