منذ عقود وصحافتنا معقود في نواصيها الخير، تقدم ما تستطيع طرحه للمتابع رغم قلّة الإمكانات المادية وجاهزية الكادر البشرى عندها، قامت على بساطتها وقلة حيلها في مواجهة نظام الرقابة الذي يتدارك في شكل كوابيس تأخذ بدون مواعيد مسبقة..
ظلّت الكتابة منذ ميلاد الحبر والقرطاس مهنة تخرّج أجيالاً تفتح نوافذ الطموح المفقود، الكتابة تُولّد تقرحات في تفاصيل الذات المنهكة بالفكرة والمعاني الجميلة لحياة تتمركز في أشياء أخرى لم نفقهّا بغير أبجديات الحرف والكلمة..
بعد انقلاب 1975 هرب أصيل ومعه العديد من القيادات العسكرية عبر الحدود النيجيرية ليصلوا إلى الجماهيرية، بعد أن عانوا ما عانوا من مساءلات وتحقيقات وسجن من الحكومة النيجيرية..
لا يكف المثقف عندنا من مخاطبة ذاته إلا قليلا من ترقيع وهمه المنهار، والتمسح من بركات الأحلام المكدسة في سراديب الخيال المعطوب، اليوم والناظر من بعيد أو قريب للبيئات الثقافية الموبوءة سيكتشف الكثير من الغموض والضبابية..
لم يستطع أي قارئ مهما تأخرت ذائقته الأدبية في معرفة السرد والحبكة وتجاوز الخيط الرفيع الذي لَضَمَه كاتب رواية رماد الجذور الأديب محمد طاهر النور في سرد حقائق جمعت الكثير من شمائل هذا البلد وتركيب أحداث ظلت غائرة فيه..
حتى تكتمل عِدة المُفاصلة بين التقاء الشارعين، شارع الصحافة، وشارع القارئ، يلزمنا تحريك الكثير من مياه البرك الراكدة في طرح تساؤلات أعجزت حالة الإعلام التشادي، والإجابة عليه في مضامينه وتصرفات الحالة الهامشية التي أدخلت وسائل إعلام عامة وخاصة في الترهات..