20 يونيو 2022
الصحافة التشادية ولعنة الواقع والمواقع!
حتى تكتمل عِدة المُفاصلة بين التقاء الشارعين، شارع الصحافة، وشارع القارئ، يلزمنا تحريك الكثير من مياه البرك الراكدة في طرح تساؤلات أعجزت حالة الإعلام التشادي، والإجابة عنه في مضامينه وتصرفات الحالة الهامشية التي أدخلت وسائل إعلام عامة وخاصة في الترهات
ما الذي تريد أن تقوله وسائل إعلام مترهلة عاجزة عن تسطير أبسط أبجديات النقل لواقع مشؤوم؟ ومنذ متى تركت الصحافة "والعاملين عليها" الطريق الشاق الذي يؤدي إلى (مهنة المتاعب" لتدخل في سوق العرض والطلب؟ أين ترقص الصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية المهاجرة إلى بلاط السادة لآداء مناسك الطاعة؟..
فيما شوارعنا تشهد مسرحيات السرقة وسحل الأبرياء، ومطاردة ذوي الاحتياجات الخاصة وهم على ظهور درجاتهم، تخلخل مسيرهم مافيات تتستر في زي رسمي للدولة، ذهب الإعلام عندنا كما هو واقعه العالمي إلى حجز مسميات طائفية ومذهبية وحزبية ولوبيهات -وهلم جرا-، وبدأ الإعلامي يساند كل الأيادي التي تمد له أموال السحت وتنغلب عليه، وغداً أو بعده ستحاسبه على أبسط الأخطاء، لأن مواقفه معتوقة وحنجرته وقلمه مستسلم إلى أسياده..
هل يستطيع هذا المسكين الذي حَوّل شرفه إلى بضاعة، وكرامته إلى بيوت يدخلها أي مار، هل يكسب ثقة الشارع؟ وهل يستطيع صوته أن يصل؟ وهل يمسح العار ليخلق مهنية يتنازل فيها عن كل شيء، لكي يؤدي رسالة الخبر المقدس، ويحترم فيها المتابع مهما اختلفت مسمياته في العمر والمناصب والمكانة؟
أشك في الطرح مهما قصر أو طال في أن ينبش ذاكرة الواقع لصحافتنا الوطنية التي ولدت ميتة بجميع مسمياتها (العربية والفرنسية) تراقب المشهد بعيون غيرها، تراقص وتداعب الأحزاب والجمعيات لتجر الاستسلام إلى بيئتها الموبوءة..
لا يمكن أن نقارن شخصا دَخَل الإعلام لكي يأكل ويشرب وينتشر بالشهرة كالنار في الهشيم، وآخر دخله هاشا باشا يقف في أدق التفاصيل لكي يسرد الواقع بحنجرته ويجرجر المتملقين واللصوص، مهما اختلفت مراكزهم..
لكن المضحك المبكي في الأمر، دخول بعض الظواهر الصوتية والببغاوات الإعلامية في الحقل الإعلامي لكي تقول أي شيء داخل الخبر بدون معرفة حتى بالأسس البسيطة "من، ماذا، متى، أين، لماذا، كيف" في صياغة خبر من حيث لغته الميتة في لسان ناطقها.
إعلام على باب المال والأعمال!
تقف كثيرا وسائل إعلام مشكوك في نواياها ونواصيها الشريرة على دكاكين الحزب الحاكم وأحزاب أخرى، تفتح جراحات البلد السياسية تؤجج صراعات واهنة، تغربل تعريفات ممسوسة بعين الغضب، وجماهير من الشعب تقف في صفوف المصفقين لتجار السياسة، أرادوا انتعاش جيوبهم من عرق هؤلاء المساكين الذين تمت تصفيتهم كحسابات في سبيل الحشدنة والتجمهر لصالح سماسرة أبواق الحزب الحاكم، كل هذا ولا حتى ضمائر تصفي دواخلها لكي تكون المبشر بغد مشرق ومنير.
ما الذي تريد أن تقوله وسائل إعلام مترهلة عاجزة عن تسطير أبسط أبجديات النقل لواقع مشؤوم؟ ومنذ متى تركت الصحافة "والعاملين عليها" الطريق الشاق الذي يؤدي إلى (مهنة المتاعب" لتدخل في سوق العرض والطلب؟ أين ترقص الصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية المهاجرة إلى بلاط السادة لآداء مناسك الطاعة؟..
فيما شوارعنا تشهد مسرحيات السرقة وسحل الأبرياء، ومطاردة ذوي الاحتياجات الخاصة وهم على ظهور درجاتهم، تخلخل مسيرهم مافيات تتستر في زي رسمي للدولة، ذهب الإعلام عندنا كما هو واقعه العالمي إلى حجز مسميات طائفية ومذهبية وحزبية ولوبيهات -وهلم جرا-، وبدأ الإعلامي يساند كل الأيادي التي تمد له أموال السحت وتنغلب عليه، وغداً أو بعده ستحاسبه على أبسط الأخطاء، لأن مواقفه معتوقة وحنجرته وقلمه مستسلم إلى أسياده..
هل يستطيع هذا المسكين الذي حَوّل شرفه إلى بضاعة، وكرامته إلى بيوت يدخلها أي مار، هل يكسب ثقة الشارع؟ وهل يستطيع صوته أن يصل؟ وهل يمسح العار ليخلق مهنية يتنازل فيها عن كل شيء، لكي يؤدي رسالة الخبر المقدس، ويحترم فيها المتابع مهما اختلفت مسمياته في العمر والمناصب والمكانة؟
أشك في الطرح مهما قصر أو طال في أن ينبش ذاكرة الواقع لصحافتنا الوطنية التي ولدت ميتة بجميع مسمياتها (العربية والفرنسية) تراقب المشهد بعيون غيرها، تراقص وتداعب الأحزاب والجمعيات لتجر الاستسلام إلى بيئتها الموبوءة..
لا يمكن أن نقارن شخصا دَخَل الإعلام لكي يأكل ويشرب وينتشر بالشهرة كالنار في الهشيم، وآخر دخله هاشا باشا يقف في أدق التفاصيل لكي يسرد الواقع بحنجرته ويجرجر المتملقين واللصوص، مهما اختلفت مراكزهم..
لكن المضحك المبكي في الأمر، دخول بعض الظواهر الصوتية والببغاوات الإعلامية في الحقل الإعلامي لكي تقول أي شيء داخل الخبر بدون معرفة حتى بالأسس البسيطة "من، ماذا، متى، أين، لماذا، كيف" في صياغة خبر من حيث لغته الميتة في لسان ناطقها.
إعلام على باب المال والأعمال!
تقف كثيرا وسائل إعلام مشكوك في نواياها ونواصيها الشريرة على دكاكين الحزب الحاكم وأحزاب أخرى، تفتح جراحات البلد السياسية تؤجج صراعات واهنة، تغربل تعريفات ممسوسة بعين الغضب، وجماهير من الشعب تقف في صفوف المصفقين لتجار السياسة، أرادوا انتعاش جيوبهم من عرق هؤلاء المساكين الذين تمت تصفيتهم كحسابات في سبيل الحشدنة والتجمهر لصالح سماسرة أبواق الحزب الحاكم، كل هذا ولا حتى ضمائر تصفي دواخلها لكي تكون المبشر بغد مشرق ومنير.
لو نظرنا لواقع الحال الذي يعبر أكثر من ألف مقال، نجد أسبابه كثيرة ومتشعبة، يتغذى من منابعها المستمطرة من وجع الكادحين، كهول في الإعلام، ومعمرين من رجال الدين والسياسة، وعجائز يتصببن صَندلا والكِندكاي من عراقيبهن يفوح، يتمسحن في جدران الأحزاب العاطلة عن العمل السياسي لكي يكسبن قوت يومهن، في الشارع والأفصح في الشوارع بالجلمة تتمشى فزاعات الكريب، وفي ناصية المباني والطرقات تشقّق أسرا الحجارة وتكسرها لكي تكسب رزق اليوم..
هذه كلها نماذج يجب على الإعلام أن ينتشر لنقلها بكتابة تقارير وتحقيقات ومقالات تحليلية وغيرها، أما أن تترفع وسائل الإعلام من طول البلد وعرضها وتغض الطرف لتلوك آخر الأشواك في غصة البلد، وتأكل من المال العام عبر صفقات بيع الذمم والمواقف، وتنغلب على المواطن البسيط وتسحله مع أسيادها وتجلد ظهره في عز الضحى ونهاراته وليل عسس على ساكنيه بظلمات الجلاد وزبانية السجون، فسلام على إعلام ولد ليموت، وأحسن يموت لكي نشفى من زائدته الدودية في الجشع والطمع!