وأوضح المتحدث باسم الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، أحد الفصائل المقاتلة على جبهة المليحة، وائل علوان، لـ"العربي الجديد"، أن "قوات النظام استهدفت المدينة بتسع غارات جوية، وبعد عجزها عن تحقيق اجتياحها الهمجي للبلدة واستنزاف المدافعين عنها، لجأت إلى الالتفاف عليها انطلاقاً من إدارة الدفاع الجوي، مروراً بمزارع زبدين وحتيتة الجرش، لتطوق المدينة المنكوبة من الجنوب والغرب، وصولاً إلى الشمال مع استمرار استنزاف المجاهدين وزج النظام للمزيد من المرتزقة، رغم خسائره الكبيرة جدا".
وأكد أن "المقاتلين المعارضين تمكنوا من الخروج سالمين من بلدة المليحة، رغم أن طريق الإمداد، كان يغلق بتقدم الشبيحة، ويُعاد فتحه بثبات المجاهدين وصمودهم الأسطوري". وشدد على أن "المعارك لا تزال محتدمة في المزارع المحيطة بالبلدة ومعمل تاميكو ومعمل المطاط".
من جهته، أوضح المتحدث باسم جيش الإسلام، عبد الرحمن الشامي لـ"العربي الجديد"، أن "المجاهدين تمكنوا من كسر الطوق المحكم، الذي فرضته قوات الرئيس السوري بشار الأسد على بعض مناطق المليحة، وقتلوا العشرات من قوات الأسد التي أصيبت بالجنون، فنفذت عشرات الغارات الجوية على المدينة ومزارعها".
وأشار إلى أنه "حرصاً على سلامة المجاهدين، فقد تم إخلاء بعض الجيوب الضعيفة في مدينة المليحة، خشية تعرضها للحصار من قبل عصابات الأسد، وتم بالمقابل تدعيم المناطق الأخرى، وتحصين المناطق التي لا يزال المجاهدون يرابطون فيها ويتصدون لعصابات الأسد بكل بسالة". وكان الحصار النظامي العسكري على المليحة، التي تقع على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار دمشق، قد استمر أكثر من 135 يوماً.
مجزرة دير العصافير
ليس بعيداً عن المليحة، أفاد ناشطون سوريون من مدينة دير العصافير ، أن "الطيران الحربي شنّ أربع غارات على المدينة التابعة للغوطة الشرقية، مما أسفر عن مقتل عشرين مدنياً، بينهم نساء وأطفال، 11 منهم من أبناء بلدة دير العصافير، فيما لم يتم التعرف إلى بقية الضحايا، المرجح أنهم، من نازحي القرى والبلدات المجاورة، إضافة إلى إصابة العشرات، وتضرر البنى التحتية".
وبثّ ناشطون على موقع "يوتيوب" شريطاً مصوراً، يظهر شخصاً يهرول إلى بيت لإسعاف الضحايا، يُرجّح أنه مستشفى ميداني، بينما يُسمع في التسجيل صوت تحليق الطيران، مترافقاً مع صيحات للأطفال. كما يظهر في المكان أطفال وشباب ممددون على الأرض، وتبدو آثار الدماء على أجسادهم.
وتتبع مدينة دير العصافير إدارياً لمدينة المليحة في مركز محافظة ريف دمشق، ويبلغ عدد سكانها نحو ستة آلاف شخص، شارك معظمهم في الثورة السورية مبكراً، وارتكبت فيها العديد من المجازر على يد القوات النظامية السورية.
مقتل 15 مدنياً في قصف بالرستن
في هذه الأثناء، قتل 15 مدنياً وأصيب نحو 20، اليوم الخميس، في مجزرة جديدة ارتكبتها القوات النظامية السورية في مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي.
وقال عضو المركز الإعلامي في الرستن، صهيب العلي، لـ"العربي الجديد" إن الطيران المروحي ألقى عصير اليوم برميلين متفجرين على مبان سكنية في المدينة، ما أدى إلى مقتل 15 مدنياً بينهم ستة أطفال من عائلة واحدة، وإصابة 20 آخرين، تم إسعافهم إلى مشفى ميداني قريب من المنطقة.