أعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا، اليوم الخميس، عن القائمة النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة التي تجري في 14 مايو/أيار المقبل، بعد النظر في الطعون المقدمة ورفضها، لتنتهي القائمة عند 4 مرشحين فقط.
والمرشحون للانتخابات الرئاسية المقبلة هم الرئيس رجب طيب أردوغان عن "التحالف الجمهوري" الحاكم، ورئيس حزب "الشعب الجمهوري"، كمال كلجدار أوغلو، الذي يمثل المعارضة من خلال "تحالف الشعب"، إضافة إلى زعيم حزب "البلد" المنشق عن "الشعب الجمهوري" محرم إنجه، والمرشح عن تحالف "أتا" القومي المتطرف سنان أوغان.
فيما يلي نبذة عن المرشحين الأربعة للانتخابات التركية 2023:
رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، هو من مواليد العام 1954 في إسطنبول وأصوله تعود لمدينة ريزة على البحر الأسود. أنهى الثانوية في العام 1973 ودرس في جامعة مرمرة في كلية العلوم الاقتصادية وتخرج منها في العام 1981، بحسب موقع رئاسة الجمهورية.
وينتمي أردوغان للتيار الإسلامي المحافظ، وكان نشطاً في اتحاد الطلبة الوطنيين الأتراك، وترأس الفرع الشبابي لحزب "السلامة الوطنية" الإسلامي بمنطقة بي أوغلو بإسطنبول عام 1976 وبعدها بأشهر ترأس الفرع الشبابي للحزب بإسطنبول كلها حتى عام 1980.
وعقب إغلاق الأحزاب بعد انقلاب عام 1982 توقف عن العمل السياسي ليعود للسياسة مجددا مع تأسيس حزب "الرفاه"، واختير رئيسا للحزب في إسطنبول وعضوا للقيادة المركزية، وانتخب في العام 1994 رئيسا لبلدية إسطنبول لتكون انطلاقته الفعلية.
وحقق أردوغان نجاحات في بلدية إسطنبول زادت في شعبيته، لكنه حوكم في العام 1997 بالسجن وأنهيت رئاسته لبلدية إسطنبول ما زاد من شعبيته أكثر، وبقي في السجن 4 أشهر، ليخرج ويؤسس في العام 2001 مع أصدقائه حزب "العدالة والتنمية".
منذ انتخابات العام 2002 تولى الحزب مقاليد الحكم بشكل متواصل في حالة نادرة بتاريخ تركيا السياسي، وتولى أردوغان رئاسة الوزراء عام 2003 بعد إزالة المنع السياسي بحقه، وتولى رئاسة البلاد عام 2014 وانتخب مرة ثانية عام 2018 وفق النظام الرئاسي الجديد.
ويحسب لأردوغان قيادته البلاد نحو التطور في جميع النواحي الاقتصادية والصناعية والتجارية والسياحية والعلمية، وعرف بمشاريعه في عموم تركيا وتطويره المؤسسات والبنية التحتية، وتطوير الصناعات الدفاعية.
كما واجه أردوغان قوى محلية عديدة منها مؤسسة الجيش العلماني، وجماعة "الخدمة" التي كانت متغلغلة بمؤسسات الدولة، وتعرض لمحاولة انقلابية عام 2016 تمكن من إخمادها. كما أنه غير كثيرا من القوانين وعدل الدستور ونقل نظام الحكم في البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وحل مشكلة الحجاب للنساء في مؤسسات الدولة ومنها المدارس والجامعات، وانفتح على الدول العربية وتدخل بكثير من ملفات المنطقة.
كمال كلجدار أوغلو
ولد زعيم حزب "الشعب الجمهوري" ومرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو في منطقة ناظمية بولاية تونجلي، وسط تركيا، في العام 1948، وأكمل تعليمه في أكاديمية العلوم التجارية والاقتصاد في أنقرة.
وبعد تخرجه في العام 1971 عمل في وزارة المالية التركية، قبل انتقاله لفرنسا للعمل فيها كخبير حسابات لمدة عام، واستمر في مجال الحسابات إلى حدود العام 1983، لينتقل بعدها لمديرية الدخل العام، حتى تقلده منصب نائب المدير العام فيها. وفي العام 1992 انتقل لمؤسسة الضمان الاجتماعي ليعمل مديرا لها، وبعدها عمل نائب مستشار وزير العمل والضمان الاجتماعي، قبل تقاعده في العام 1999 عن سن 51 عاماً.
مباشرة بعد ذلك وفي العام نفسه بدأ كلجدار أوغلو عمله السياسي داخل "الحزب اليساري الديمقراطي"، قبل أن ينتقل لحزب "الشعب الجمهوري" وينتخب نائباً في البرلمان عن الحزب في العام 2002. واستمر عضوا في البرلمان إلى حين توليه زعامة الحزب في مايو/أيار من العام 2010 خلفا لدنيز بايكال الذي توفي قبل أيام.
وقبل توليه زعامة الحزب ترشح لانتخابات بلدية إسطنبول في العالم 2009، ولكنه لم ينجح فيها، فيما تظل طريقة وصوله لزعامة "الشعب الجمهوري" مثار جدل بعدما استقال بايكال إثر فضيحة تسريب مشهد غير أخلاقي له. وذكرت تقارير إعلامية لمنابر مقربة من الحكومة أن الإطاحة ببايكال وتمهيد الطريق لكلجدار أوغلو قبيل انتخابات العام 2011 كانت بترتيب من جماعة "الخدمة" المحظورة حاليا بتركيا، والتي كانت آنذاك متغلغلة بمؤسسات الدولة قبيل انقلاب 2016 الذي أنهى وجودها داخل مؤسسات الدولة.
وتمكن كلجدار أوغلو من هزيمة جميع خصومه في الحزب، فيما لم يتمكن من الفوز بأي انتخابات أمام أردوغان وحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، منذ ترشحه لانتخابات إسطنبول المحلية وتوليه رئاسة الحزب منذ العام 2010. ويظل في محصلة إنجازاته فوز محدود في الانتخابات المحلية التي جرت في 2019، بعدما نجح تحالف "الشعب" المعارض بقيادة "الشعب الجمهوري" في الفوز بكبريات المدن وأهمها إسطنبول وأنقرة وأزمير وأنطاليا وأضنة. وجاء فوزه في إسطنبول والعاصمة أنقرة بعد سنوات طويلة من سيطرة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم عليهما.
ومن أبرز ما أقدم عليه كلجدار أوغلو في السنوات الأخيرة، قيادته مسيرة مشياً على الأقدام من العاصمة أنقرة إلى إسطنبول في العام 2017 احتجاجاً على حكم قضائي بحق نائب برلماني عن حزب "الشعب الجمهوري". وبحسب الحزب، فقد مشى كلجدار أوغلو 420 كيلومتراً خلال 25 يوما.
وساهم كلجدار أوغلو في دخول "الحزب الجيد" للبرلمان التركي، بعدما سمح لـ15 نائبا من حزبه بالانضمام إليه في العام 2018، ليشكل "الحزب الجيد" كتلة برلمانية مكنته من المشاركة في الانتخابات ودخول البرلمان بعدها.
محرم إنجه
زعيم حزب "البلد" المنشق عن حزب "الشعب الجمهوري" محرم إنجه، من مواليد العام 1964 في ولاية يالوفا القريبة من إسطنبول، درس في الولاية حتى انتهاء الثانوية ليدرس في قسم التربية فيزياء كيمياء بكلية التعليم في جامعة أولوداغ بمدينة بورصة.
وكان مدرساً في عدة مدارس ومعاهد، وعمل متحدثا باسم نادي يالوفا سبور وترأس جمعية الفكر الأتاتوركي بالولاية لفترة زمنية، ليدخل عالم السياسة وينتخب في العام 2002 نائبا برلمانيا عن حزب "الشعب الجمهوري"، واحتفظ بمنصبه في البرلمان بانتخابات عام 2007 وعام 2011.
وترشح إنجه عن حزب "الشعب الجمهوري" في انتخابات الرئاسة للعام 2018 أمام الرئيس أردوغان، ولكنه خسر وحصل على أكثر من 30% من الأصوات. وعقب الانتخابات طالب برئاسة حزب "الشعب الجمهوري" وبعد فشله في ذلك انشق وأسس حزب "البلد" مؤخراً.
ويعارض إنجه كلجدار أوغلو في تحالفاته، وفي الوقت الذي ينتقد فيه الحكومة والرئيس أردوغان فهو يدعمه في بعض الخطوات وخاصة في ما يتعلق بالصناعات الدفاعية وفي ملفات البحر المتوسط وليبيا عكس كلجدار أوغلو، فيما يسعى الأخير لضمه إلى تحالف المعارضة.
سنان أوغان
تمكن سنان أوغان، من الحصول على أكثر من مائة ألف توقيع مطلوبة لقبول الترشح للانتخابات الرئاسية، وذلك قبل يوم واحد من انتهاء المهلة المحددة ليكون رابع المرشحين في الانتخابات.
وأوغان أكاديمي مرشح عن تحالف "أتا" الذي يعني الأجداد، وهو تحالف يضم أحزابا قومية متطرفة، وأهم هذه الأحزاب حزب "النصر" الذي يتزعمه النائب البرلماني أوميت أوزداغ المعروف بمواقفه العنصرية تجاه الأجانب وخاصة السوريين والأفغان.
ولد أوغان في العام 1967 وهو باحث أكاديمي ونائب سابق في البرلمان عن حزب "الحركة القومية"، وينتمي إلى أصول آذرية، درس في جامعة مرمرة كلية العلوم الإدارية والاقتصادية وأكمل هناك الدراسات العليا، حتى حصوله على درجة الدكتوراه في جامعة روسية في موسكو في العلاقات الدولية.
ويعمل حاليا أوغان باحثا في جامعة مرمرة وهو يتقن الإنكليزية والروسية، وتولى رئاسة مجموعة من المؤسسات البحثية، ولديه 3 مؤلفات وأكثر من 500 مقالة بحثية، وحاز على عدد كبير من الجوائز.
دخل أوغان عالم السياسة مع حزب "الحركة القومية"، وتمكن من دخول البرلمان بانتخابات العام 2011 نائبا عن ولاية اغدر، ولكن حزبه لم يرشحه في انتخابات العام 2015.
ومعروف عن أوغان مواقفه العنصرية ضد الأجانب ومهاجمتهم، وهو سبب تفاهمه مع زعيم حزب "النصر" المعروف بمواقفه العنصرية ضد الأجانب وخاصة السوريين والأفغان ويتعهد بإعادتهم لبلادهم في حال فوزه بالانتخابات.