وفاة المعارض نزار بنات بعد ساعات على اعتقاله من قبل الأمن الفلسطيني

رام الله

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
رام الله

سامر خويرة

سامر خويرة
رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
24 يونيو 2021
وفاة نزار بنات
+ الخط -

توفي المعارض السياسي نزار بنات، فجر اليوم الخميس، في ظروف غامضة، وذلك بعد ساعات على اعتقاله من قبل الأمن الفلسطيني، في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

واتهمت عائلة الناشط والمعارض الفلسطيني نزار بنات الأجهزة الأمنية الفلسطينية باغتياله عن سبق الإصرار، تنفيذاً لتهديدات سابقة كان تعرض لها، وفق ما أكده عمار بنات ابن عم نزار، في حديث لـ"العربي الجديد".

وطالبت العائلة بلجنة تحقيق على رأسها طبيب من العائلة وعضوية طبيب من هيئات حقوق الإنسان، وعدم تشريح جثمانه في مركز تشريح يتبع للسلطة الفلسطينية.

وأكد شهود عيان من مستشفى "عالية" الحكومي في مدينة الخليل، لـ"العربي الجديد"، أنّ العديد من عناصر الأمن الفلسطيني دخلوا في الصباح الباكر إلى المستشفى، وتوجهوا من مدخله إلى المشرحة ووضعوا جثة في ثلاجة المستشفى دون تسجيل الجثة حسب الأصول كما هو معتاد.

ولاحقاً، أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ جثمان بنات أدخل إلى مستشفى عالية الحكومي في الخليل نحو السادسة من صباح اليوم، ونقل إلى مشرحة المستشفى بوجود عناصر أمن وعناصر من النيابة العامة، وفي حدود السابعة والنصف من صباح اليوم، غادر عناصر الأمن والنيابة المستشفى ومعهم جثمان بنات.

وفي التفاصيل، قال عمار بنات، ابن عم المعارض نزار بنات، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوة مكونة من 25 فرداً وضابطاً من جهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة قامت بتفجير أبواب بيت العائلة في منطقة جبل جوهر بالخليل حيث تواجد نزار، واقتحمته دون احترام حرمته".

وأشار إلى أنّ "القوة الأمنية وجهت ضربات من عتلة حديدية وهراوات خشبية على رأس نزار بمجرد استيقاظه، وقام عناصرها برش 3 علب غاز فلفل في وجهه".

وتابع: "لم ينته الأمر عند ذلك الحد، بل قاموا بتجريده من ملابسه، ثم سحلوه وضربوه أثناء جره إلى سيارة الاعتقال وشتموه وأهانوا عائلته، وكانت الدماء تسيل منه"، مبيناً أنهم "توجهوا به إلى جهة غير معلومة".

وأردف ابن عم بنات: "ثم تواصلنا مع الأجهزة الأمنية من أجل معرفة جهة اعتقاله، فقالت بالحرف الواحد لنا: "(نزار غير موجود)، وتبين لنا أنه تم اغتياله بعد ساعتين من اعتقاله".

وأكد أنه "لم يتواصل معنا أي جهاز أمني أو مدني لإبلاغ العائلة بوفاته".

وكشف أنّ "وفداً من العائلة توجه إلى مستشفى عالية. لم نجد الجثة. تبين لنا أنهم أعلنوا وفاته هناك، لكنه لم يكن هناك، وحتى الآن لا نعلم أين الجثة".

وبحسب بنات، فإن الأمن وصل بمركبات مدنية إلى المنطقة الجنوبية للخليل المعروفة بـH2 والتي لا تقع تحت السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية بل تحت السيطرة الإسرائيلية، مستدركاً أن ذلك تم بتنسيق أمني، لأنه لا يمكن دخول هذه المنطقة من الأجهزة الأمنية بالأسلحة دون تنسيق أمني.

وحول استنتاج العائلة بأن ما حصل اغتيال عن سبق إصرار قال عمار بنات: "إن ابن عمه نزار ومنذ شهرين، التجأ إلى منازل عائلته في المنطقة الجنوبية من الخليل بسبب تهديدات باغتياله قبل شهرين، حيث حاولت العائلة الوصول إلى تسوية بعد تلك التهديدات، لكن الجهود لم تفلح وجوبهت بالرفض".

وقال عمار بنات: "إن مسؤولا في تنظيم حركة فتح في مدينة دورا في محافظة الخليل قام بتلك التهديدات إضافة إلى أفراد من جهاز الأمن الوقائي، وترافق ذلك مع إطلاق نار تجاه منزله بأكثر من 60 رصاصة، دون وقوع إصابات. وكرر تأكيده أن "ما حصل اليوم تنفيذ لتلك التهديدات".

وأضاف بنات "إن ابن عمه نزار لم يستطع الوقوف بجانب زوجته التي أنجبت مولوداً قبل شهر ونصف وكانت مصابة بفيروس كورونا، ولم يحتضن مولوده بسبب تلك التهديدات".

بدوره قال مدير عام مؤسسة الحق الفلسطينية شعوان جبارين، لـ"العربي الجديد": "إنه تم اعتقال نزار بنات من منطقة جبل جوهر جنوب شرق الخليل المصنفة (H2) التي تتبع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي وتحتاج تنسيقاً أمنياً، حيث وصلت عناصر الأمن بسيارات مدنية وبأسلحتهم"، فيما أكد جبارين أن جثمان نزار بنات موجود حالياً في معهد الطب الشرعي في بلدة أبو ديس جنوب القدس من أجل التشريح.

وفي وقت سابق، أعلن محافظ الخليل، اللواء جبرين البكري، وفاة الناشط نزار بنات بعد تدهور صحته، عقب اعتقاله من قبل أجهزة الأمن بناءً على مذكرة إحضار من قبل النيابة العامة.

وذكر البكري، في بيان صادر نُشر على صفحة المحافظة في "فيسبوك"، صباح اليوم الخميس، أنه "على أثر صدور مذكرة إحضار من قبل النيابة العامة لاعتقال المواطن نزار خليل محمد بنات، قامت فجر اليوم قوة من الأجهزة الأمنية باعتقاله، وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية، وفوراً حُوِّل إلى مستشفى الخليل الحكومي، وعاينه الأطباء، حيث تبين أن المواطن المذكور متوفى، وعلى الفور أُبلِغَت النيابة العامة التي حضرت وباشرت إجراءاتها وفق الأصول".


كذلك أكد محامي الهيئة المستقلة، فريد الأطرش، على صفحته في "فيسبوك"، وفاة الناشط نزار بنات بعد اعتقاله من الأمن الفلسطيني، قائلاً: "الحديث عن وفاة الناشط نزار بنات بعد اعتقاله من الأمن الفلسطيني، للحديث بقية، إنا لله وإنا إليه راجعون".

وكانت الصفحة الرسمية للناشط بنات على "فيسبوك" قد نشرت: "الآن سلطة دايتون تعتقل الناشط السياسي نزار بنات وتقوم بمصادرة جميع مقتنياته من أجهزة حاسوب وهاتف وقامت بالاعتداء الوحشي عليه، سلطة دايتون وعبدة الرواتب لنا ميعاد".


ويعد نزار بنات ناشطاً سياسياً، ومعارضاً لاذعاً في انتقاده للسلطة الفلسطينية ونهجها، وتعرض للاعتقال السياسي والاعتداء عليه أكثر من مرة.

وكان بنات قد ترشح ضمن قائمة انتخابية أطلق عليها "الحرية والكرامة"، وذلك في الانتخابات التشريعية التي ألغيت بقرار من الرئيس محمود عباس بعد منع الاحتلال الإسرائيلي إجراءها في القدس المحتلة، وكان من المفترض عقدها في الـ22 من مايو/أيار الماضي.

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، بلدة عزون شرقي قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وسط انتشار عسكري كثيف
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
مسيرة وفاء للسنوار في رام الله (العربي الجديد)

سياسة

نظمت حراكات شعبية وقوى فلسطينية وقفة ومسيرة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة ظهر اليوم السبت، وفاءً لبطولة وتضحية الشهيد يحيى السنوار.
الصورة
خلال تشييع الشهيدة حنان أبو سلامة (زين جعفر/ فرانس برس)

مجتمع

غدر الاحتلال الإسرائيلي بمن سمح لهم بقطف الزيتون من أهالي قرية فقوعة في جنين، لتسقط حنان أبو سلامة أول شهيدة للزيتون