ضوء الشمس الذي نشأ في عهد سومر، أو في زمن الطوفان، أو يوم ولد جلجامش أو توت عنخ أمون، ذلك الضوء لم يصلنا بعد. لم نَرَ بعد نور تأسيس روما، ولا فوتونات انتحار كيليوباترا، ولا أشعة موت الحسن الثاني.
ليتها تخرج إلى الشرفة. هذا الهواء متعب، لقد قدم من مكان بعيد. اجتاز صحاري ومحيطات. قفز فوق حروب وأوبئة. نجا من مجاعات. من أحزان وغيابات وعواصف. ليتها تخرج إلى شرفتها.هذا الهواء متعب، أنا أرسلته من شرفتي، فقط ليرتاح في شعرها.
أوجه التقاطع بين فيزياء الكم والشعر، أو الفنون عموماً، تتجاوز نطاق معجم مشترك بينهما، مهما اتسع أو ضاق، نحو مقاربة مشتركة للعالم، تشكل فيها الحواسّ المدخل إلى معرفة لا تطمئن إلى الخصائص أو الصفات القارّة والنهائية لعناصر الكون أو الحياة.
بفوز العالمين، تكاكي كاجيتا من اليابان وآرثر ماكدونالد من كندا بـ "نوبل للفيزياء"، يستعيد العالم ذكرى عالم الفيزياء النمساوي فولغانغ باولي الذي كان باعث المجال الذي يشتغلان فيه. باولي كان من العلماء الذين وصلوا إلى حقائق فيزيائية دون استعمال تجارب.
بينما كان صيته يذيع بين الناس وأخباره تشغلهم، أدار العالم الألماني ظهره لحدثين علميّين هائلين: مسألة تمدّد الكون وميكانيكا الكمّ، بل ثابر في البحث عن تناقضاتهما من أجل دحضهما، وكأنه عجز عن تمثّل كل الجديد الذي حمله تطوّر فيزياء عصره.
أهدتني الحياةُ/ حرباً وقصيدة/ في الليل على التلة/ مع كل قذيفة تضيء السماء/ أقرأ كلمة/ لا أدري أيّنا سيفرغ من عمله أولا: القصيدة من وصف القذيفة/ القذيفة من قتلي/ أنا من قراءة القصيدة.