قطار الزّوال القادمُ إلى الرباط

07 نوفمبر 2015
فريد بلكاهية / المغرب
+ الخط -

قليل من الثلج
قليل من الثلج فوق الغصن. على القصيدة أن تدفئ قلب العصفور، دون أن تذيب الندفة. إن ضحت بأحدهما، فلا داعي للشعر. الشمس ستفعل ذلك، أفضل من أي أحد.

***

بقي في الكونِ ملاكٌ أخير
أنا اﻵنَ أطاردهُ في اﻷحراش
شاهراً بندقيتي

***
في طنجة، تلقي برأسك في هاوية، فيطل عليك من مرتفع.

القطار
قطار الزّوال
القادمُ إلى الرباط
الذي التقيتكِ فيه أولَ مرّة
والقطار الليليُّ الذي
سنواتٍ بعد ذلك
أَقَلّني لوحدي
حين انتهَى كلّ شيء
إلى حدودِ الصّحراء
هذانِ القطاران
يصطدمانِ بداخلي
مع كلّ غروب


قرص
سرقوا اﻷشجار من
عينيها
وفي صوتها دسوا الحيرة
كقرص فوار
حتى حبيبها الوسيم
حين سألته
عن عنوان المقبرة
أخطأ في الرد


حذاء
لطالما نمتُ بحذائي
بكل الطّرق التي عجزت عن خلعها
نمت بالعشب وبالأسفلت
بصفّ المصابيح والأشجار
نِمتُ بيدِكِ
تلوّح لي
من وراءِ الدّخان


أقمار
عندما تشيرين بإصبعك إلى القمر
ينظر اﻷغبياء إلى اﻹصبع
واﻷقل غباء إلى القمر
والشعراء إلى وجهك
(باعتباره القمر الحقيقي)
وأنا
إلى فتحة
في تنورتك

***

لا أشبّه يدَكِ بالوردة. أشبه فقط الفراغَ الذي بين بتلات الوردة بالفراغ الذي بين أصابعك.

***

لا تأمني أبدا لشاعر. في البداية سيستغلك ليكتب القصائد، وبعد ذلك سينسى كل شيء ويتزوجك.


ألبوم
أردت أن أكتب عن الباخرة
لكنها لم تغرق
عن المزهرية
لكنها لم تسقط وتتهشم
عن القطار
لكنه لم يصطدم بأي قطار آخر
عن الغجر
لكن مخيمهم لم يندلع فيه حريق
أردت أن أكتب عن المقبرة
لكن الحفار أضرب اليوم عن العمل
في اﻷخير
أخرجت صورتنا من اﻷلبوم
وكتبت هذه القصيدة

هواء
ليتها تخرج إلى الشرفة. هذا الهواء متعب، لقد قدم من مكان بعيد. اجتاز صحاري ومحيطات. قفز فوق حروب وأوبئة. نجا من مجاعات. من أحزان وغيابات وعواصف. ليتها تخرج إلى شرفتها. هذا الهواء متعب، أنا أرسلته من شرفتي، فقط ليرتاح في شعرها.

* شاعر وروائي من المغرب


اقرأ أيضاً:
 جوسلين وعبد اللطيف: الحلم الذي نعرفه جيّداً

المساهمون