ما الحكاية أيتها اﻷرض

13 سبتمبر 2015
عادل مرعي مهنا / سورية
+ الخط -

حرب
في هذه الحرب
لست مع
أي طرف
أنا مع تلك الكمية من الريح
التي تحمل ريشةً صغيرة
إلى مكان آمن

***

شعر
عدنا من الحرب
لم يأت الأعداء
أفرغنا الرشاشاتِ في دفاترنا القديمة
وكانت النتيجة
هذه الأشعار

***

أمي
هكذا هي أمي. متقلبة المزاج. تعانقني بحرقة لحظة أعود من الحرب، ثم بعد أن نشرب الحساء الساخن ونحن ندردش، بعد أن تعلم أنني قتلت أخي اﻷكبر في الجبهة، تصفعني.

***

ناي
صوّبوا قذائفكم بحكمة
أيها المقاتلون
اخرموا بدقة
هذا البناء
بقليل من الحظ
حين ستنتهي الحرب
ونختفي جميعا تحت اﻷرض
سيحل هنا
لقلاق عملاق
وعلى إثره تأتي
ريح جبارة
ومعا
يعزفان بلا انقطاع
على الصومعة
وقد تحولت
بفضلكم
إلى ناي

***

حياة
أهدتني الحياةُ
حرباً وقصيدة
في الليل على التلة
مع كل قذيفة تضيء السماء
أقرأ كلمة
لا أدري أيّنا سيفرغ من عمله أولا
القصيدة من وصف القذيفة
القذيفة من قتلي
أنا من قراءة القصيدة

***

لعبة
أرسلوا قصائدهم
لتشارك في الحرب
ثم أخرجوا
من صناديقِ الطفولة
لعبَ الفيديو
وجلسوا يلمّعون أياديَ التحكم
كما تلمّع
البنادق/
داخل البيوت
الصغار والنساء
أرعبهم
صوت الرصاص

***

حكاية
هبط المئات من اﻵلهة
واﻵلاف
من اﻷنبياء
والشمس لا تزال على حالها
كلما سألناها شعاعا صغيرا
أحرقت عيوننا
اﻵن
بلا لفّ
ولا دوران
أخبرينا ما الحكاية
أيتها اﻷرض


* شاعر وروائي من المغرب

المساهمون