المجتمع الأميركي

تمّ تصوير مغنية البوب بريتني سبيرز أمًّا سيئة، وصُوِّرت بملابس كاشفة، وقد وضعت مساحيق تجميل ثقيلة على وجهها في الأماكن العامة، واتّهمت بتكريس معظم وقتها لمسيرتها المهنية الناجحة، كما تم اتهامها بأنها لا تلاعب أولادها وتعاملهم مثل "إكسسوارات الموضة".

أبان النموذج النيوليبرالي الجديد، الذي تأسس في عهد رونالد ريغان، وتعزز في العقود التي تلت هزيمة الاشتراكية في أوروبا الشرقية، بشكل واضح، أنه غير قادر على أداء الوظائف الأساسية للحكم: حماية الأرواح وتأمين سبل العيش للناس.

أحدث فيروس كورونا اضطراباً جماعيا على سطح الأرض، وأدخل انحسار النشاط البشري بعض مناطق النزاع في هدنةٍ إجبارية انتظاراً لما سيحدث. تلك القصة المختصرة لما جرى في العالم. أما داخل الأسوار السورية، أو ما تُسمى مناطق سيطرة النظام، فكانت قصة مختلفة تجري.

حاول الرئيس الأميركي السابق، ترامب، الهروب من تبني موقفٍ واضح، قد يحسب عليه، وقد يستخدم ضده قضائياً، فركز في كلمته الوداعية، على أنه حقق إنجازات غير مسبوقة، وقطع أشواطاً نحو استعادة "أميركا العظيمة". وبدا هذا الإصرار تمهيداً لعودة سياسية لاحقة

تمثل الديمقراطية، بما حققته على الصعيد المؤسساتي والإجرائي والعملي والقيمي، النظام الأكثر نجاعة في العالم، وأنّ البديل الحقيقي ليس الأنظمة الدكتاتورية أو التسلطية، وأنّ ما يتمتع به الإنسان في نظام ديمقراطي لا يقارن بأي حال بما يجرى في مجتمعاتٍ أخرى

خسر الرئيس الأميركي، ترامب، الانتخابات، وسيغادر البيت الأبيض، لكنه، وهو الذي جاء من خارج النخبة السياسية التقليدية لم يستطع أن يصنع في ولايته الوحيدة شرخًا في العالم فحسب، بل أوجد قوى شعبوية لن تغادر الساحة السياسية بسهولة، بل ستبقى تشكل حالة مقلقة.

بعد اقتحام أنصار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، لمبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن، باشرت الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب بالتحضير لإجراءات عزله، فهل هناك إمكانية فعلًا لإزاحته من السلطة قبل انتهاء ولايته دستوريًا؟

وجود إنسان في مكان ما مظلم، بعيد عن الأضواء، يعيش حالة من الإحباط أو اليأس، لا يعني أنّه لا يمكن أن يصنع شيئاً قد يشعل حرباً ويقود مجتمعاتٍ إلى الدمار بأفكاره، وربما العكس صحيح، وهذه قيمة الكتابة وأهميتها وخطورتها.