الأبارتهايد

في كل حربٍ يتعهّد الإسرائيليون بأنها ستكون الأخيرة، وأنهم سيبيدون حركة حماس، ويغيّرون وضع غزّة كليا. ثم سرعان ما تعاود المقاومة رفع رأسها، لتخرج من تحت الركام أقوى. ومع ذلك، لا يريد قادة إسرائيل تعلّم الدرس أبدا.

على الرغم من أنّ المرء يجد في هذه الأيام مواد نقدية عن إسرائيل في الإعلام الإسرائيلي أكثر مما هو في الإعلام الفرنسي، إلا أن هذا لا يمنع وجود أصوات نقدية مثل رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيلبان، رغم أنه يعتير نفسه صديقاً لإسرائيل.

لا تُخفي إسرائيل أنها تخوض حرب إبادة شاملة، وأنه لم يعد أمامها، بعد تحرّرها من حلّ الدولتين ورفضها الدولة الديمقراطية الواحدة، سوى خيار واحد، هو الهرب إلى الأمام واستغلال هذه الفرصة لتحقيق الهدف الاستراتيجي والمتمثل بترحيل الفلسطينيين.

لو كان نقد فلسطينيين متعدّدي الخلفيات والمشارب أبا مازن، بسبب تصريحاته المفتقدة للحكمة عن المحرقة، جاء ضمن نهج واضح، متّصل ومستمر ومحدّد المعالم، لكان الأمر مفهوماً. ولكنه جاء استثناءً في سياق من الصمت الجمعيِّ منهم عن قضايا لا تقلّ خطورة.

سبق للكاتب الإسرائيلي عاموس عوز أن دعا إلى تسمية ما تقوم به بعض الجماعات الاستطيانية في فلطسين باسمها الحقيقي، معتبرًا أنها جماعات نازية جديدة عبرية، وأنه ليس هناك أي شيء يفعله النازيون الجدد في عصرنا ولا تفعله هذه الجماعات.