"أم أحمد" تطبخ لموظفات الأردن

11 مارس 2015
متوسط سعر الوجبة اليومية 14 دولاراً (صلاح ملكاوي/Getty)
+ الخط -

في حيّ يقع في الضواحي الشرقية الفقيرة للعاصمة الأردنية عمّان، افتتحت الأربعينية، أم أحمد، قبل عامين، مطبخاً منزلياً، يقدم خدمة تجهيز الطعام المنزلي للموظفات اللواتي لا يجدن وقتاً لتجهيز الطعام، بسبب ساعات عملهن الطويلة. هو ليس المطبخ المنزلي الأول. فغيره الكثير من المطابخ التي يعمل معظمها من دون ترخيص.

تقول أم أحمد: "افتتحت المطبخ بعد ملاحظتي إقبال الموظفات على شراء الطعام الجاهز. فهن لا يملكن وقتاً للطبخ، وأزواجهن يفضلون أن يكون الطعام جاهزاً فور عودتهم من العمل".

تصف السيدة مهارتها في الطبخ بالممتازة. وقد خضعت بالفعل لدورة طبخ متخصصة لمدة عام كامل في أحد المعاهد. ومع ذلك تعترف بأنّ مهارتها لا ترتقي إلى مستوى الطباخين المحترفين.

وبعد افتتاح مطبخها، ونتيجة لضغط الطلبات، تستعين أم أحمد بجاراتها وصديقاتها في تجهيز كميات الطعام المطلوبة يومياً، مقابل جزء من ثمن الوجبة تدفعه لهن. وتقول: "هذه طريقة جيدة لتأمين دخل معقول لي ولصديقاتي وجاراتي اللواتي في الغالب لا يعملن، وليس لهن مصدر دخل غير الذي يحصلن عليه مقابل مشاركتهن في إعداد الطعام".

وبالإضافة إلى العمل اليومي في تجهيز الوجبات اليومية المطلوبة، تجهز أم أحمد ومن معها، كميات من الطعام القابل للتخزين والتبريد، ومن ذلك الكبة، وورق العنب، والملوخية، وغيرها. وذلك بهدف مساعدتها في اختصار الوقت لدى طلب السيدات الطبخ الجاهز.

ويبلغ متوسط سعر الوجبة اليومية التي تكفي العائلة 10 دنانير أردنية (نحو 14 دولاراً أميركياً). وتختلف قيمة الوجبات بحسب مكوناتها والجهد المبذول في إعدادها، بحسب أم أحمد. كما أنّ بعض السيدات يفضلن طبخ الطعام في المنزل، فتجهز أم أحمد المواد اللازمة، ولا يلزم بعدها إلا أن تضعها السيدة على النار في منزلها. وفي هذه الحالة يخصم جزء من ثمن الوجبة.

لا تمتلك أم أحمد رخصة لممارسة عملها في مطبخها المنزلي، وهي لا ترى ضرورة في الحصول على مثل هذه الرخصة. وتؤكد، في المقابل، حرصها على تطبيق شروط السلامة العامة في مطبخها، مشيرة إلى أنّ ذلك يصب في صالح عملها، من خلال زيادة الطلبات، نتيجة ثقة الزبائن في ما تنتجه.

وبالإضافة إلى ظاهرة المطابخ المنزلية، تمارس سيدات مهنة بيع الخضروات بعد تجهيزها للطبخ. ومن ذلك الملوخية المفرومة، والمفتول الجاهز المجمد (كرات عجينية)، والكوسة المحفورة، وغيرها من المنتجات التي تحتاج مهارات تفتقدها بعض ربات البيوت.

ماذا عن الرخصة؟

ووفقا للإجراءات الرسمية، تضم دائرة رخص المهن نحو 42 مهنة تمارس داخل المنازل، من بينها الطبخ وتصنيع الأغذية كالمربى بجميع أنواعها والمخبوزات المنزلية، والكبيس بأنواعه، وتحضير الخضار والأعشاب والبقوليات، كما يقول مدير الدائرة في أمانة عمّان، علي الحديد.

ويؤكد الحديد أهمية هذه المهن في توفير فرص عمل لربات البيوت اللواتي لا تسمح لهن ظروفهن بالعمل خارج المنزل. لكنه يؤكد في الوقت نفسه، ضرورة الحصول على ترخيص لمزاولة تلك المهن، وفقاً للشروط الواجب توافرها.

وتلزم التعليمات طالب الترخيص بألا تزيد المساحة المستغلة من المنزل لأغراض العمل على 15% من مساحته الإجمالية، وبما لا يزيد على 25 متراً مربعاً، وعدم إحداث أي تغيير في شكل البناء الخارجي، أو على طبيعة المنزل، بحيث يغير من طبيعة الاستخدام، ومنع بيع أو عرض منتجات في المنزل، أو استخدام لافتة إعلانية. كما تحظر التعليمات استخدام مواد خطرة يكون لها تأثير سلبي على الصحة والسلامة، وغيرها من الشروط.

من جهتها، تشير مديرة دائرة الرقابة الصحية والمهنية في أمانة عمان ميرفت المهيرات، إلى وجود رقابة على مدار العام على المهن المنزلية، من خلال الجولات التفتيشية على من يمتلكون رخصاً مهنية منزلية، لضبط المخالفين للتعليمات.

وتضيف أنّه في حال وجود شكاوى من الجيران حول ممارسة مهن منزلية بدون رخصة، تتم مخاطبة الحاكم الإداري، وأخذ الموافقات القانونية اللازمة لتنفيذ إجراءات التفتيش، واتخاذ العقوبات التي تصل إلى منع ممارسة العمل، بعد توقيع أصحابه على تعهد بذلك. وتشير، في هذا الإطار، إلى ضبط 43 مخالفة تتعلق بعمل منزلي غير مرخص في العام الماضي.
دلالات
المساهمون