الأمم المتحدة: أكثر من 136 ألف نازح من ولاية سنار جنوب شرقيّ السودان

04 يوليو 2024
أطفال نازحون في إحدى دور الإيواء في السودان، 3 يوليو 2024 (رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- منذ منتصف إبريل/نيسان، تسببت الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في نزوح أكثر من 10 ملايين شخص، مع نزوح 136 ألف شخص من ولاية سنار وحدها بسبب الهجمات.
- يعاني النازحون من نقص في أماكن الإيواء والمساعدات الغذائية، حيث استقبلت ولاية القضارف النازحين بأمطار غزيرة وتقطعت بهم السبل في السوق الرئيسي بالعاصمة.
- عبرت منظمات دولية مثل اليونيسف وأطباء بلا حدود عن قلقها إزاء الأزمة الإنسانية، داعية إلى وقف إطلاق النار وتوسيع نطاق الجهود الدولية لتلبية الاحتياجات العاجلة.

وسط استمرار القتال والتهجير في السودان، أفادت الأمم المتحدة بأنّ أكثر من 136 ألف شخص فرّوا من ولاية سنار في جنوب شرق السودان منذ أن بدأت قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات على بلدات فيها. ويأتي ذلك في أحدث موجة نزوح سبّبتها الحرب الدائرة في البلاد بين تلك القوات والجيش السوداني، منذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي. وهكذا، ينضمّ هؤلاء إلى نحو 10 ملايين فرّوا من منازلهم منذ بدء الصراع قبل نحو 15 شهراً.

وأثارت الحرب اتهامات بارتكاب أعمال "تطهير عرقي" وسط تحذيرات من مجاعة، ولا سيّما في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في البلاد. وكانت هذه القوات قد انطلقت، في 24 يونيو/ حزيران المنصرم في حملة للاستيلاء على مدينة سنار التي تُعَدّ مركزاً تجارياً في المنطقة، لكنّها سرعان ما استهدفت مدينتَي سنجة والدندر الأصغر، الأمر الذي أدّى إلى نزوح جماعي للمدنيين من المدن الثلاث، خصوصاً إلى ولايتَي القضارف والنيل الأزرق المجاورتَين.

ويحذّر ناشطون في الولايتَين من أنّ أماكن إيواء قليلة ومساعدات غذائية ضئيلة فقط تتوافر للنازحين من ولاية سنار إلى ولايات سودانية أخرى. وفي القضارف، استقبلت أمطار غزيرة الوافدين، في حين تقطّعت بهم السبل في السوق الرئيسي بالعاصمة من دون خيام أو بطانيات بعد أن أخلت الحكومة المدارس التي كانت قد حُوّلت إلى مراكز إيواء للنازحين، بحسب ما ذكرت إحدى لجان المقاومة المحلية السودانية.

وقد بيّنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أنّ نحو 136 ألفاً و130 شخصاً نزحوا من ولاية سنار منذ 24 يونيو المنصرم، حتى يوم أمس الأربعاء. وتؤوي الولاية بالفعل أكثر من 285 ألف شخص نزحوا من ولايتَي الخرطوم والجزيرة، الأمر الذي يعني أنّ كثيرين ممّن نزحوا في الأسبوعَين الماضيَين كانوا يختبرون ذلك للمرة الثانية أو الثالثة على الأرجح. وأفادت المنظمة الدولية للهجرة كذلك بأنّ قرى ولاية القضارف، التي تُعَدّ واحداً من بضعة أهداف محتملة لحملة قوات الدعم السريع، شهدت كذلك خروجاً جماعياً.

في الإطار نفسه، نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تدوينة على موقع إكس، أرفقتها بتسجيل فيديو يصوّر عملية نزوح، فيما تحكي امرأة عمّا عاشته في هذا السياق في مدينة سنجة، وتقول: "رأينا الكثير وخسرنا الكثير". وتؤكد منظمة يونيسف، في تدوينتها اليوم الخميس، أنّ "اليأس يتملّك عائلات في السودان، وهي تفرّ من العنف المتواصل، مجدداً". وإذ تشير إلى أنّها تعمل مع شركاء لها لتوفير الاستجابة لاحتياجات العائلات الملحّة، تشدّد على أنّ "الأطفال في حاجة إلى وقف لإطلاق النار". 

في سياق متصل، عبّرت منظمة أطباء بلا حدود أخيراً عن قلق إزاء تجاهل المجتمع الدولي الأزمة الإنسانية في السودان. وفي تدوينة لها على موقع إكس، اليوم الخميس، نقلت حديث مسؤول المنظمة الطبي في دارفور، آدم أحمد شومو، الذي قال فيه إنّهم يستقبلون في بعض الأيام أكثر من 100 جريح في حاجة إلى خدمات جراحية مختلفة، في حين أنّ الوصول إلى المستلزمات الطبية الضرورية غير ممكن. وقد أرفقت المنظمة تدوينتها هذه بوسم "#اتكلموا_عن_السودان". وأمس الأربعاء، دعا مدير عمليات منظمة أطباء بلا حدود في جنيف، كينيث لافيل، "الدول ووكالات الأمم المتحدة إلى توسيع نطاق جهودها والاضطلاع بدور أوسع في الاستجابة للاحتياجات العاجلة الناجمة عن الأزمة الإنسانية في السودان وللاجئين في شرق تشاد".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون