بعد ستّة أعوام على تحرير مدينة الموصل شمالي العراق من سيطرة تنظيم داعش، ما زال أطفال المنطقة القديمة يلهون في مساحات مدمّرة منها، وهو ما يظهر بوضوح في عيد الأضحى.
والمدينة القديمة من الموصل كانت قد تضرّرت كثيراً في خلال سيطرة تنظيم داعش عليها ثمّ في خلال الحرب عليه، وهي ما زالت حتى يومنا تعاني من الخراب. وعلى الرغم من ذلك، أصرّ أهلها على العودة إليها وإعادة بناء منازلهم المدمّرة. وفي إطار هذا الإصرار، تأتي مدينة ملاهٍ لإدخال الفرح إلى قلوب الأطفال في مواسم الأعياد، وسط الخراب المسيطر.
وفي ساحة تقع بالقرب من منارة الجامع الأموي التي تُعَدّ أقدم منارات الموصل وقد بُنيت في عام 16 للهجرة، أُقيمت مدينة ملاهٍ توفّر للصغار مساحة للعب واللهو في موقع كان مخصّصاً لصنع التنانير الطينية قبل احتلال تنظيم داعش المدينة. وبعد تحريرها، تحوّلت إلى مساحة للأطفال في الأعياد.
وفي شارع الفاروق، فيلعب الأطفال بين المباني المدمّرة ووسط السيارات، الأمر الذي يمثّل خطراً على حياتهم لكن مشاعر الفرح واضحة على وجوههم.
على مقربة من مدينة الملاهي، يقول محمد عبد لـ"العربي الجديد" إنّ الناس اصطحبوا أطفالهم للعب، وهؤلاء يعبّرون عن فرحتهم بالعيد. ويشير إلى أنّ المكان خطر بعد الشيء عليهم كأطفال، لا سيّما بين المباني المدمّرة، لذا يطالب السلطات بتوفير أماكن ترفيه مخصّصة للأطفال، مؤكداً أنّ ألعاباً بسيطة من شأنها أن ترسم البسمة على وجوههم.
من جهته، يقول فتحي أحمد لـ"العربي الجديد" إنّ "العيد حلّ في أيام حارّة، والأطفال هنا في الشوارع. كنّا نتمنى لهم ظروفاً أفضل وأمكنة أفضل ومتنزّهات" ليشعروا بفرحة العيد.
ويعبّر أحمد عن أمله بأن يُصار إلى الاهتمام بالأطفال "جيل المستقبل"، مع توفير بيئة نظيفة ووسائل ترفيه لائقة. وهذا الأمر بالنسبة إليه يستلزم اهتماماً من قبل المسؤولين والناس، فمن واجب الدول أن تهتمّ بالأطفال وتوفّر لهم كلّ وسائل الراحة والنموّ والصحة.
في سياق متصل، يتمنّى الأطفال الذين يلعبون في العيد في مدينة الملاهي تلك أن تُضَمّ إليها ألعاب جديدة. بالنسبة إلى بكر عمار فإنّ الألعاب الموجودة صارت قديمة، في حين يشير إلى أنّه يتسلّى مع رفاقه هنا.
بدورها تقول رهف فدعم إنّها "فرحة باللعب مع أختي بالديادي (المراجيح)"، متمنية أن تُحدَّث الألعاب وتُقام حديقة.
أمّا علياء عامر فتعبّر عن فرحتها الكبيرة بالعيد، فيما تلعب مع ابنة خالتها في مدينة الملاهي هذه.
تجدر الإشارة إلى أنّ مدينة الموصل تشهد حملة إعادة إعمار، لكنّها ما زالت بطيئة بعد ستّة أعوام من تحريرها من تنظيم داعش. وما زالت احتياجات المواطنين غير مغطّاة، في حين أنّ الأطفال منهم ينتظرون بيئة ومساحات آمنة للعب.