وجه أهالي قرية التلول بريف إدلب، شمال غربي سورية، نداء استغاثة للجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية، اليوم الخميس، لإنقاذهم من كارثة انهيار الساتر الترابي الذي يفصل القرية عن نهر العاصي، وبالتالي تسرب المياه من الردم إلى منازل القرية.
ويقول محمد اليونس، أحد أبناء القرية، لـ"العربي الجديد"، إن وزارة الزراعة كانت أنشأت ساتراً ترابياً أمام القرية لحمايتها من ارتفاع منسوب المياه، إلا أن الزيادة الكثيفة في منسوب المياه والزلزال الأخير أديا لتدمير الساتر وتدفق المياه نحو المنازل، ما أدى لغرق قرية التلول بالكامل.
ويضيف اليونس: "حاول الأهالي ترميم الخرق في الساتر الترابي، لكن غزارة المياه منعتهم من ذلك، ما أدى لاستمرار تدفق المياه واضطرار الأهالي لإخلاء القرية".
وتداول ناشطون أخباراً تتحدث عن انهيار سد في مجرى النهر، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه، بينما نفت تلك الرواية مصادر محلية من داخل القرية وقالت لـ"العربي الجديد" إنه "لا يوجد أي سد في قرية تلول، إنما هو ساتر ترابي أُنشئ بالتعاون ما بين وزارة الزراعة والأهالي لحماية القرية من ارتفاع منسوب المياه".
من جانبه، قال وزير الزراعة في حكومة الإنقاذ محمد الأحمد، في تسجيل صوتي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، إن فتح سد الرستن في ريف حمص الشمالي وسط سورية، الذي يحجز خلفه أكثر من خمسين مليون متر مكعب من المياه، بشكل غير مدروس من قبل النظام السوري، أدى لارتفاع منسوب المياه في نهر العاصي لمسافات طويلة في المناطق المحررة، ومما ساهم في تفاقم المشكلة انهيار جسر بيتوني ضخم في إحدى القرى الواقعة بين مدينتي أنطاكيا والريحانية التركيتين، ما أدى لحجز مياه نهر العاصي خلفه وارتفاع منسوبها بشكل أكبر وتدفق المياه نحو القرية.
وتابع الأحمد، تحركت الآليات الهندسية بشكل فوري لفتح عبارات المياه الموجودة في المنطقة ولترميم الردم الذي حصل في الساتر الترابي، بينما جرى إجلاء أهالي القرية منها ريثما تتم السيطرة على الوضع وينخفض منسوب مياه النهر.
من جانبه، يقول محمد العرب، رئيس المجلس المحلي في القرية، لـ"العربي الجديد"، إن أعداداً من سكان القرية نزحوا إلى مناطق مرتفعة في انتظار أن تنحسر المياه عن القرية"، فيما لم تحص الأضرار المادية حتى اللحظة.
من ناحية أخرى، تضرر "مخيم التلول" القريب من المنطقة نتيجة وصول المياه إلى الخيام، ما أجبر سكان أكثر من 400 خيمة على إخلائها والبحث عن مناطق أكثر أمناً.
وتتعرض مناطق شمال غرب سورية لهزات ارتدادية بعد الزلزال الذي تعرضت له في السادس من شباط/فبراير الجاري، ما أثر على البنية التحتية وشرد آلاف العائلات نتيجة تصدع منازلهم.