أضحى المغرب.. فرصة مربحة لجيوب الشباب

28 يونيو 2023
المناسبة فرصة لمهن موسمية للشباب (العربي الجديد)
+ الخط -

ينتظر الشاب المغربي حمزة السهلي، الذي يعمل مياوماً، حلول عيد الأضحى بفارغ الصبر، لتدبر رزقه وتخفيف أعباء المعيشة عن كاهل أسرته، من خلال مهنة محدودة الوقت لكنها مرتفعة العائد، هي مهنة حارس في "فندق الخروف". ككل عام، اتخذ حمزة من السور المحيط بمسجد النجاح بحي سعيد حجي بمدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط، مكاناً لإقامة ما يعرف في المغرب بـ"فندق الخروف"، إذ يعمل عدد من الشباب في الأحياء الشعبية، على استخدام محلات ودكاكين فارغة أو تجهيز مساحات يضعون فيها أكباش العيد بطلب من سكان الحي الذين لا يجدون مأوى للخرفان بسبب ضيق مساحة البيت، أو لعدم توفر سطح خاص بالأسرة، وذلك مقابل أجر يومي متفق عليه بين "صاحب الفندق" وطالب خدمة الإيواء.

يقول لـ"العربي الجديد ": "أمارس هذا النشاط منذ عدة سنوات. كلما اقترب عيد الأضحى أقوم بمعية أصدقائي بتجهيز فندق للخروف يتم استئجاره للراغبين في هذه الخدمة مقابل أجر يصل إلى 25 درهما ( 2.5 دولار) عن كل يوم"، مضيفا: "نعمل على توفير خدمة لزبائننا الذين لا يجدون مكانا لإيواء الخروف بمساعدتهم على التخلص من مشكلة الإيواء وأتعاب العناية به من تبن وماء، فضلا عن فضلاته ومخلفاته. ومن أجل تيسير عملنا والوفاء بتعهداتنا أمام الزبائن، نعمل على توزيع مهام الحراسة وتقديم العلف والماء وإدارة الفندق بيننا". ويلفت إلى أن تلك المهنة هي واحدة من عدة مهن موسمية يعمل بها من أجل توفير مورد رزق يعينه على غلاء ومصاعب المعيشة، موضحاً أن عمله بفندق الخروف يوفر له طيلة 10 أيام على الأقل قبل حلول "العيد الكبير" مبالغ لا تقل عن 1500 درهم ( 150 دولارا) تسعفه في مواجهة تكاليف الحياة ومساعدة أسرته لاسيما بهذه المناسبة التي تتطلب ميزانية استثنائية في ظل ما تعرفه البلاد منذ ما يقارب السنة من موجة غلاء غير مسبوقة. غير بعيد عن "فندق الخروف"، يقف مجموعة من الشبان على ناصية الشارع، ينادون المارة عارضين سلعهم المتنوعة من فحم وعلف الأغنام وخدماتهم في شحذ السكاكين بالطرق التقليدية. منهم من اعتاد فعل ذلك خلال السنوات الماضية، ومنهم من قرر تجربة هذا العمل للمرة الأولى في حياته، مثل أسامة الذي يقول إنه اختار امتهان شحذ السكاكين وباقي الآلات والأدوات المعدة لذبح الأضاحي لكسب رزقه بالنظر إلى الإقبال الكثيف على هذه المهنة المؤقتة خاصة في الأسبوع الأخير قبل العاشر من ذي الحجة. ويورد الشاب البالغ من العمر 28 عاما، في حديث مع " العربي الجديد" أن ما شجعه على العمل بمناسبة عيد الأضحى هو أن مهمة شحذ السكاكين لا تتطلب رأس مال كبيرا، فقط طاولات خشبية بسيطة يتم وضع آلات لتنضيد السكاكين عليها، في حين يمكن أن يجني أرباحا بأسعار تتراوح ما بين 5 و10 دراهم لكل سكين أو ساطور.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويتابع: "عيد الأضحى هو مناسبة يغتنمها عدد من الشبان العاطلين عن العمل لكسب لقمة عيشهم، حيث يتخذون من أزقة المدن والأسواق الشعبية ومداخل الأحياء نقاطا لبيع مواد مخصصة لأضحية العيد كالتبن والعلف، وذلك في جو من التنافس على بيعها، وجلب أكبر عدد من الزبائن". وإلى جانب مهن موسمية مؤقتة تشكل، خلال الأيام التي تسبق عيد الأضحى، مصدر رزق لمئات الشبان في المغرب، تزدهر مهن أخرى صبيحة يوم العيد كذبح الأضاحي وشي رؤوسها وجمع جلودها وتجفيفها، إذ يعمد العديد من الشبان إلى استثمار المناسبة بشكل جيد لكسب قوتهم. من بين هؤلاء الشاب زياد، الذي خصص صباح اليوم الأربعاء، لجمع مخلفات الخشب القديم، وإطارات السيارات، بمعية أبناء حيه، استعدادا لعملية شي رؤوس الأضاحي، وسيقان الخرفان التي يطلق عليها في المغرب "الكرعين"، يوم غد الخميس بعد نحر الأضاحي. يقول لـ"العربي الجديد " إنّ عملية شيّ رؤوس الخرفان وسيقانها تلقى رواجا مهما في أول أيام عيد الأضحى، حيث تحرص الأسر المغربية ساعات قليلة من الانتهاء من ذبح الأضاحي على الاستعانة بخدمات شبان الحي لإنجاز عملية الشواء الصعبة مقابل أجر يتراوح بين 25 و30 درهما ( ما بين 2.5 و3 دولارات)، وهو ما يحقق له ربحا ماديا يفوق مائتي درهم ( 20 دولارا) في ظرف أربع ساعات يعينه في تلبية بعض من حاجياته.

المساهمون