وأفاد الناشط الإعلامي، أحمد أبو بكر، لـ"العربي الجديد" أنّ "طيران النظام الحربي شنّ، ظهر اليوم، تسع غارات على الرقة، طالت مناطق مكتظة بالمدنيين في محيط المتحف الأثري الوحيد في المدينة، ومسجد الحني، ومنطقة الصناعة، والمستودع الأصفر، ومنطقة المطحنة، ما أسفر عن مقتل أكثر من ستين مدنياً، وإصابة عشرات آخرين بجروح، أسعفوا إلى المستشفى الوطني".
ولفت أبو بكر، إلى أنّ "مستشفيات خاصة وميدانية، أطلقت نداءات استغاثة تدعو الأهالي للتبرع بالدماء، في حين خلّف القصف أضراراً مادية هائلة في المحلّات والأبنية السكنية".
وكثّف الطيران الحربي التابع للنظام من غاراته على مدينة الرقة منذ نحو أسبوعين، بعدما قلّت وتيرتها نسبياً من قبل التحالف الدولي منذ بدء تنفيذ هجمات على مقرّات "داعش" في سورية، في أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول، الأمر الذي يدل وفقاً لمصادر محلية "على أنّ النظام قد حاز أخيراً، بشكل أو بآخر على ضوء أخضر من التحالف لقصف المدينة".
في موازاة ذلك، كشف الناشط المدني من مدينة الرقة، أبو لؤي، لـ"العربي الجديد" عن "تنسيق واضح وغير معلن بين طيران النظام وطيران التحالف في قصف المدينة، إذ أن الأول يغير على مناطق تواجد المدنيين صباحاً، والثاني يغير ليلاً على مقرات ومواقع لـ"داعش".
وكان طيران النظام قد شن، خلال الأسبوع الجاري، غارات على مدارس عدّة للأطفال في مدينة الرقة، منها مدرسة "ذي قار"، ما أدى إلى مقتل ثمانية أطفال، وذلك بعد مرور أسبوعين على مقتل عشرين مدنياً في قصف جوي مماثل طال أحياء سكنية في المدينة.
من جانبه، أدان رئيس "الائتلاف السوري" المعارض، هادي البحرة، في تصريح صحافي، المجزرة في الرقة، محذّراً من أنّ "النظام سيعمل على تكرارها مستغلاً الحضور الجوّي لطائرات التحالف".
وقال البحرة: "إنني أتوجّه إلى شعوب العالم، وأدعو الهيئات المدنية والحقوقية والنشطاء في كل البلاد إلى التحرك لدعم الخيار المدني المطالب بالديمقراطية في سورية بكل الوسائل، إذ لا شك أنها مفارقة تدعو لخيبة الأمل أن توجد عشرات الجهات التي تدعم الإرهاب التكفيري بالمال والرجال والإعلام، وجهات دولية عدة أخرى تدعم إرهاب نظام بشار الأسد بالميليشيات وبالأسلحة والمواقف الدبلوماسية، فيما تعجز غالبية أطراف المجتمع الدولي عن دعم الخيار المدني المطالب بالديمقراطية في سورية إلاّ بالكلام والوعود".