يوم الأرض وكسر الحصار

30 مارس 2019
يستمرّ جيش الاحتلال بحشد قواته قرب غزة(فائز أبو رميلية/الأناضول)
+ الخط -


على مدى عام كامل واجه قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي، وكان على موعد مع المواجهة على الشريط الحدودي، منذ إطلاق مسيرة العودة الأولى في يوم الأرض العام الماضي. إنه يوم الأرض الذي فجّره فلسطينيو الداخل في 30 مارس/ آذار 1976، عندما اندفعوا في تظاهرات شعبية صاخبة، دفاعاً عن الأرض التي صادرتها حكومة الاحتلال، ودفعوا في أول مواجهة شعبية مفتوحة بعد سنوات الحكم العسكري ستة شهداء. هو يوم الأرض الذي لا يزال مع ذكراه الـ43 التي تحلّ اليوم، موعداً فلسطينياً مع الأرض والوطن. يكفي ذكر أي فعالية شعبية بالتزامن مع موعده أو في اليوم السابق، حتى ترتفع حدة التوتر الإسرائيلي بشكل تلقائي، لأنه يعيد الأمور لنصابها، والصراع إلى جذوره دائماً "صاحب الأرض والوطن في مواجهة المعتدي والمغتصب".

وفي الذكرى السنوية ليوم الأرض هذا العام، تأتي المناسبة في لحظات فارقة، يمكن لها أن تغيّر المشهد الفلسطيني كلياً، لجهة نجاح المقاومة ومن خلال الجهود الدولية والوساطة المصرية والدور القطري، في كسر الاحتلال وزرع بذرة الأمل في التخلص من الحصار المفروض على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، في حال نجحت هذه الاتصالات أو الاتجاه نحو مجهول من التصعيد العسكري والعدوان الوحشي الذي يهدد به الاحتلال في الأيام الأخيرة، في محاولة لكسر الروح المعنوية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وفي مقابل التلويح بالحرب، تبدو قيادة المقاومة ضابطة للنفس ومصرّة على تحقيق الهدف الأساسي والأولي في هذه المرحلة، وفق ما عبّرت عنه تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، بشأن حلّ الأزمة الإنسانية "بشكل يضمن إنهاء معاناة أهلنا وتعزيز كرامتهم في بلدهم". أما الاحتلال فبات في حالة حرج، فعلى الرغم من تصعيد لهجته العسكرية، إلا أن آخر ما يريده الآن، قبل 10 أيام من الانتخابات هو عملية عسكرية يتساقط فيها جنوده في الميدان، أو تعريض إسرائيل لصواريخ المقاومة في حال اتجه لتفعيل القوة النارية والقنّاصة ضد المتظاهرين على السياج الحدودي. يعني هذا أن حماس والقطاع المحاصرين منذ 12 عاماً، نقلا حالة الحصار، وكرة النار إلى ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليحدد بدوره شكل الصراع وارتفاع ألسنة اللهب في الأيام المقبلة، بما يرسّخ "صورة اليمين القوي في مواجهة حماس"، أو يذهب نحو تهدئة تضمن له اجتياز ما بقي من أيام قبل الانتخابات.

المساهمون