جنرال إسرائيلي: بوادر تعاون أميركي إسرائيلي في الهجوم ضد إيران

30 يناير 2023
من الهجوم الذي استهدف أصفهان الإيرانية (رويترز)
+ الخط -

في الوقت الذي التزمت فيه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية والمستوى السياسي، الصمت حيال التقارير التي أشارت إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجوم الذي استهدف مواقع في أصفهان الإيرانية قبل يومين، واستهداف قافلة للسلاح عند الحدود العراقية السورية ليل الأحد- الإثنين، اعتبر رئيس شعبة العمليات في جيش الاحتلال سابقاً الجنرال يسرائيل زيف، أن العمليات في أصفهان "تؤشر إلى أننا أمام تغيير على مستوى استراتيجي".

وقال زيف، في حديث لإذاعة 103: "نحن نعيد تكريس نظام قديم- جديد، يعود فيه الأميركيون للمنطقة، والسبب الرئيسي لذلك هو بالطبع من وجهة نظرهم، صدّ روسيا أو إخضاعها، وهم معنيون بهزمها في أوكرانيا".

ولفت إلى أن التدريب العسكري الأخير المشترك للولايات المتحدة وإسرائيل، لم يكن مجرد مناورة مشتركة، بل كان تدريباً كبيراً ومهماً جداً، مشيراً إلى أن "استهداف مصنع الأسلحة في أصفهان، والذي نُفذ بحسب أكثر من مصدر من قبل إسرائيل، يشير إلى تعاون كامل في هذه العملية".

وبحسب الجنرال المذكور، فإن ما تم استهدافه هو مصنع للطائرات المسيّرة، وهي نفس الطائرات المستخدمة من روسيا في حربها على أوكرانيا، لافتاً إلى أن "هناك دلائل ومؤشرات على أنه كان هنا تعاون، وبالمناسبة من غير المعقول تنفيذ هذه العملية وهذا الهجوم دون إبلاع الأميركيين، وبالتأكيد على مستوى المعلومات، ولكن ممكن أيضاً بما يتجاوز ذلك".

واعتبر زيف أن هذا الهجوم يؤكد عودة الأميركيين إلى المنطقة، بتواجد فعلي، وعلى مستوى التصريح الإعلامي. وتطرق إلى مسألة التدريب الأميركي الإسرائيلي المشترك الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي، وتم بمشاركة قوات كبيرة، مع ما رافقه من تغطية إعلامية عالمية، مشيراً إلى أنه كان تدريباً مشتركاً خارجاً عن المألوف، يتجاوز المناورات المشتركة التي تدخل في نطاق سياسات التعاون المشترك والصداقة".

ورأى أن التدريب كان "لمن يعتزم شنّ هجوم مشترك ودمج جهود مشتركة، وهو إعلان واضح عن تحالف عسكري عملياتي مشترك، وليس مجرد تحالف عام".

ووفقاً لزيف، فإن قصف المصنع الإيراني في إيران هو رسالة أميركية عملياً لإيران، باعتبارها الحليف الوحيد المتبقي لروسيا، باستثناء تأييد بيلاروسيا، وإن كان جزئياً، مفادها أنه إذا أرادت إيران الاتجاه نحو هذا التحالف، فستجد الولايات المتحدة في مواجهتها، وهي رسالة إسرائيلية أيضاً لإيران بأنها ستواجه إسرائيل أيضاً".

ولمّح الجنرال الإسرائيلي عملياً إلى مسؤولية إسرائيل عن العملية، من خلال كيل المديح للقدرات الاستخباراتية اللازمة لمثل هذه العملية، ودقة المعلومات التي تم الحصول عليها، قائلاً: "إنني أسمح لنفسي بالاعتقاد أننا نتحدث عن معلومات استخباراتية إسرائيلية دقيقة للغاية، فدائماً يمكن العثور على مصنع أسلحة هنا وهناك".

ووفق قوله، إن مصالح إسرائيل في إيران واضحة، وهي إنهاء المشروع النووي الإيراني، ومحاربة أذرع إيران الإقليمية، ولا سيما في سورية ولبنان.

وخلص الجنرال زيف إلى القول إنه بعد التدريب المشترك والهجوم على مصنع الأسلحة في أصفهان، لا يمكن لإسرائيل أن تواصل سياسة السير بين النقاط، وسيكون عليها اتخاذ موقف واضح، خصوصاً وأن الأميركيين مرروا خلال التدريب المشترك، رسالة احتضان واضحة لا تترك لإسرائيل مجالاً لمواصلة اتخاذ موقف الحياد في الشأن الأوكراني.