العراق: بوادر أزمة جديدة بين ائتلاف المالكي والصدريين بسبب حرق الدعايات الانتخابية

08 سبتمبر 2021
اتساع ظاهرة حرق وإتلاف الدعايات الانتخابية(صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -

يشهد العراق، منذ أمس الثلاثاء، بوادر أزمة سياسية جديدة بين تحالف "دولة القانون"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي من جهة، و"التيار الصدري"، بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، على خلفية اتساع ظاهرة حرق وإتلاف الدعايات الانتخابية التابعة لمرشحي تكتل المالكي في مدن عدّة من البلاد.
ويمتلك الطرفان سجلا حافلا من الأزمات السياسية، استمرت طيلة السنوات التي أعقبت عام 2006، ساهمت قوى سياسية محلية ودينية إضافة إلى إيران في التهدئة بينهما.
وبدأ التوتر بعد توجيه المرشحة عن تحالف المالكي حنان الفتلاوي رسالة إلى زعيم التيار الصدري، قالت فيها إن "مجموعة من المحسوبين على التيار الصدري قاموا بتهديد أصحاب البنايات والمحلات الرافعين لصوري بحرق محلاتهم في حال لم يقوموا برفع الصور"، داعية الصدر إلى "ضبط هذه المجاميع". 

وتابعت "بما أن العملية الانتخابية عملية طوعية والتنافس فيها قائم على أساس القناعات، وكما احترمنا قرار التيار الصدري بالانسحاب ومن ثم العودة، وربما الانسحاب والعودة لاحقاً، أتمنى من الجميع احترام قناعات الناس، وهذه الممارسات تسيء للجميع". 
بعد ذلك، قام مجهولون، مساء الثلاثاء، بحرق صور الدعاية الانتخابية لحنان الفتلاوي في دائرتها الانتخابية بمحافظة بابل، كما تم حرق وتشويه صور ويافطات أخرى في عدة دوائر انتخابية بالعاصمة بغداد.


وامتدت الظاهرة إلى رفض أصحاب مبان ومحلات تجارية رفع صور المرشحين بالقرب منهم أو فوق مبانيهم خوفاً من عمليات حرق أو عبث تطاول تلك الصور، وما زالت الظاهرة محصورة بمرشحي تحالف المالكي دون سواه.
ولم يعلّق التيار الصدري لغاية الآن على التهم الموجهة لأنصاره، لكن عضو البرلمان عن تحالف "سائرون"، التابع للتيار الصدري، محمود الزجراوي، اتهم، اليوم الأربعاء، أطرافاً سياسية داخلية وخارجية، لم يسمها، بالعمل على افتعال الأزمات.
وقال، في تصريح صحافي، إن "الجميع بات يدرك أن الأوضاع اليوم معقدة بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد". 

ولفت إلى أن إجراء الانتخابات المبكرة يمثل الحل الوحيد لانتشال البلاد من أزمته السياسية والاقتصادية، موضحاً أن "العراقيين باتوا يعانون الأمرّين بسبب الركود الاقتصادي المرير بالتزامن مع تفاقم أزمة تفشي كورونا".
ووفقاً للخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي، فإن "التنافس ين الجانبين يظهر أعلى في مناطق جنوب ووسط العراق وشرق بغداد، التي يعول عليها الطرفان للحصول على أكبر قدر من الأصوات".
وأضاف أن "الخلافات الحالية تعد مؤشرا على أهمية الانتخابات المقبلة لكلا الطرفين، لكن بشكل عام يعتبر تحالف المالكي (دولة القانون) أحد أبرز القوى التي شهدت تراجعاً كبيراً في شعبيتها بتلك المناطق عقب التظاهرات الشعبية".
وانتقد عدم تدخل مفوضية الانتخابات في البت بمثل تلك الاتهامات التي تتعلق بالحملات الانتخابية.
واليوم، الأربعاء، أكد الرئيس العراقي برهم صالح على ضرورة إعادة ثقة العراقيين بالانتخابات، بعدما تعرضت العملية الانتخابية السابقة إلى التشكيك بسبب الخروقات التي رافقتها. 
ونقلت وكالة الإعلام العراقية عن صالح قوله، خلال لقاء جمعه بممثلة الأمين للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، وأعضاء مفوضية الانتخابات العراقية، إن العملية الانتخابية المقبلة يجب أن تكون نزيهة وعادلة بعيداً عن التلاعب والتزوير.