رفضت أحزاب كردية بارزة في محافظة السليمانية، ثاني مدن إقليم كردستان العراق شمالي البلاد، اليوم الأربعاء، أنشطة مسلحي حزب "العمال الكردستاني" في المحافظة، وذلك بعد سلسلة أنشطة لعناصر الحزب داخل المحافظة، تسببت بإرباك واضح بعدة قرى ومناطق أثارت تذمراً من قبل السكان.
ويُعدّ ذلك تطوراً لافتاً في سياسة قوى السليمانية تجاه مسلحي حزب "العمال الكردستاني" المصنف على لائحة الإرهاب، والذي اقتصر رفض وجوده في السابق على "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الحاكم في أربيل، والذي طالب بخروج حزب "العمال" من إقليم كردستان أكثر من مرة، لتسببه بقتل عناصر في قوات "البشمركة" من خلال مواجهات مسلحة مباشرة، أو كمائن، وزرع عبوات ناسفة.
ودعا القيادي في "الاتحاد الوطني الكردستاني"، الذي يُعدّ أكبر أحزاب السليمانية، ملا شيخه، في حديث صحافي، مسلّحي "العمال الكردستاني"، إلى "احترام وجود حكومة في إقليم كردستان"، مضيفاً: "لا نعرف أي سياسة يطبقون". وتابع: "لا يمكن قبول تدخلات وتمادي حزب العمال الكردستاني"، مبيناً أن قيادات الحزب تتجول ضمن الأحياء والمناطق السكنية في السليمانية، وتتسبب بأضرار كبيرة.
من جانبه، قال عضو المجلس العام لحركة "التغيير"، عبد الله أحمد، إنّ "حزب العمال الكردستاني يواصل تقوية وجوده وتنظيم صفوفه في مدينتي حلبجة والسليمانية، ولا يحسب حساباً لأحد"، لافتاً، في حديث لوسائل إعلام كردية، إلى أنّ الحزب تمكّن من "التسلل إلى السلك العسكري في السليمانية، وأنشأ مقرات وقواعد له دون أي حساب للاتحاد الوطني الكردستاني"، مشيراً إلى أن "كوادر حزب العمال الكردستاني تعتبر نفسها فوق الجميع في السليمانية".
بدوره، أكد مسؤول محلي في السليمانية، فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ "العربي الجديد"، أنّ نشاطات "العمال الكردستاني" في المحافظة أصبحت مقلقة، بعدما تسببت بمشاكل داخلية تتعلق بالتضييق على سكان بعض المناطق، وتجوَّل مسلحوه بشكل علني في عدد من مناطق المحافظة، فضلاً عن وجود عناصره بالقرب من منفذ باشماخ الحدودي مع إيران، "ما يشكل خطراً على تنقل التجار والمسافرين"، مشيراً إلى وجود تذمر من تحركات الحزب في السليمانية.
يذكر أن السليمانية سبق أن تعرضت لاتهامات بغض النظر عن وجود مقرات علنية لـ "العمال الكردستاني"، كما أنها لم تتخذ مواقف صارمة تجاه الحزب، بعد تورطه في هجمات تسببت بمقتل عناصر في قوات "البشمركة" بمحافظتي أربيل ودهوك الواقعتين ضمن حدود الإقليم.
وفي سياق متصل، واصل الجيش التركي هجماته ضد "العمال الكردستاني" شمالي العراق. وقالت وزارة الدفاع التركية، أمس الثلاثاء، إنّ "سلاح الجو يواصل تدمير أعشاش الإرهاب في شمال العراق"، مشيرة في تغريدة على "تويتر" إلى "تحييد" عنصرين من "العمال الكردستاني تم اكتشافهما في إقليم كردستان"، مبينة أن الاستهداف جرى من خلال ضربة جوية.
Hava Kuvvetlerimiz Irak’ın kuzeyindeki terör yuvalarını yerle bir etmeye devam ediyor!
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) September 7, 2021
Pençe Yıldırım bölgesinde tespit edilen 2 PKK’lı terörist daha hava harekâtı ile etkisiz hâle getirildi. Mücadelemiz kararlılıkla devam edecek! #MSB #TSK pic.twitter.com/ydbuhjj9Di
وأجرى حزب "العمال الكردستاني" خلال الأيام الماضية سلسلة تغييرات واسعة في مناطق تواجده بمناطق سيدكان وسوران والزاب وزاخو شمال دهوك وشرق أربيل على الحدود مع تركيا، حيث ينشط الحزب، وذلك بعد سلسلة ضربات جوية ناجحة للقوات التركية، أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من عناصره، بينهم أعضاء بارزون.