شهدت مدن وبلدات عديدة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية، شمال غربي البلاد، تظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة، رداً على التقارب التركي مع النظام السوري، وتعبيراً عن رفضهم الصلح مع النظام، مطالبين بإسقاطه وتحقيق العدالة والكرامة للسوريين.
ورصد "العربي الجديد" خروج آلاف السوريين في كلٍ من مدن، أعزاز، ومارع، وعفرين، والباب، وجرابلس، وبلدات أخترين، وجنديرس، والراعي، ودابق، وصوران، شمال شرقي محافظة حلب، وتل أبيض بريف الرقة الشمالي، وإدلب، وجسر الشغور، وأطمة، بريف إدلب الشمالي، ودارة عزة، والأتارب بريف حلب الغربي.
وأكد المتظاهرون رفضهم المطلق الصلح مع نظام بشار الأسد، وطالبوا بعدم المفاوضة أو التصالح على حساب الشعب السوري أو باسمه، وشددوا في مطالبهم على تطبيق القرار 2254.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان، قد اجتمعا، يوم الأربعاء الماضي، مع وزير دفاع النظام السوري علي محمود عباس، ومدير مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك، في العاصمة الروسية موسكو، لأول مرة منذ 2011، الأمر الذي اعتبره السوريون المناهضون للنظام منطلقاً لإعادة العلاقات والتطبيع مع نظام بشار الأسد.
يقول عبد الحميد البيوش، وهو نازح من مدينة كفرنبل إلى مدينة إدلب، أحد المشاركين في التظاهرة اليوم الجمعة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "الشعب السوري انتفض اليوم ضمن المناطق المحررة، بهدف إيصال رسالة إلى سلطات الأمر الواقع أولاً، وللدولة التي سوت نفسها وصية على هذا الشعب ثانياً. هذا الشعب لا يوجد وصي عليه، وهو من يتخذ قراره بذاته".
وأضاف البيوش، أنّ "سلطات الأمر الواقع، هي موجودة فقط لقمع هذا الشعب الذي انتفض منذ 12 عاماً على بشار الأسد، وسلطات الأمر الواقع بالاشتراك مع معلمهم سوف يسلمون هذا الشعب إلى المجرم بشار الأسد"، مُشيراً إلى أنه "يجب تطبيق القرار 2254 بالمفهوم الأميركي، وهو مرحلة انتقالية وليس مرحلة تصالحية و محاكمة بشار الأسد".
من جانبه، قال غانم خليل، لـ "العربي الجديد": "نجتمع اليوم للتأكيد على ثوابت الثورة السورية والتمسك باستمراريتها، ورفضاً لأي تصريح أو احتواء أو التواء على للثورة السورية تحت أي ذريعة كانت باللقاء مع رأس العصابة الأسدية المجرم بشار الأسد"، مضيفاً أن "الثورة السورية قدمت على مدى 12 عاما الكثير من التضحيات؛ مليون شهيد، ومليون معتقل، وعشرات الملايين من المهجرين والنازحين، ونرفض رفضاً قاطعاً هذه التصريحات، وإذا كانت تركيا تعتبر "قسد" أو "بي كي كي" هو الإرهاب، فإن منبع الإرهاب في المنطقة هو رأس النظام الذين تودون لقاءه"، موضحاً أنه "طالما بشار الأسد في السلطة، فلا وجود لحل سياسي في سورية، ولن يقبل أي سوري حر بقاء الأسد في السلطة".
إلى ذلك، أكد محمد فريجي، وهو ناشط سياسي يقيم في مدينة إدلب، لـ"العربي الجديد"، "نحن اليوم في إدلب نبعث برسالة إلى الدول الفاعلة في الملف السوري أننا ما نزال ماضين في ثورتنا حتى تحقيق أهدافها، ونعلم أن الدول ليست جمعيات خيرية، وهي تعمل لمصالح شعوبها، لكن ليس على حساب الشعوب المظلومة، ونحن كشعب مظلوم نوجه رسالتنا إلى الفاعلين في هذا الملف ونقول لهم: افعلوا ما شئتم لكن نحن لن نصالح هذا النظام حتى سقوطه وإحالتهم إلى محكمة الجنايات الدولية وهو وكل المجرمين والقتلة".
وأوضح نور الدين محمد الخالد، وهو مُهجر من ريف إدلب الجنوبي، لـ "العربي الجديد"، "نزحت وهجرت قسراً تحت قصف طائرات المجرمين بوتين وبشار الأسد سويةً، هُجرنا إلى هنا كي نحافظ على شرفنا وعزة أنفسنا وأبنائنا وننأى بأنفسنا عن هذا المجرم"، مؤكداً أننا "لا نريد أن نصالح النظام، كيف لنا أن نتصالح مع مجرم قتل أبناءنا وشرد أطفالنا، ودمر قرانا وبلداتنا، كما أننا نريد المعتقلين الذين هم في غياهب السجون، وإذا أراد جاويش أوغلوا أن يصالح فصالح لنفسك وتصالح تركيا لنفسها، أما نحن كشعب في المناطق المحررة، فلن نصالح ولن نصالح، هذا هو قرارنا الأول والأخير.. الموت أو النصر لا ثالث لهما".