استمع إلى الملخص
- شهدت دير الزور توترات أمنية متزايدة، حيث أسقطت الدفاعات الجوية الأميركية طائرة مسيّرة وقصفت مواقع المليشيات بالصواريخ، بعد استهداف قاعدة التحالف الدولي في حقل العمر النفطي.
- في الحسكة، قُتل ثلاثة قادة من "الأسايش" بانفجار عبوة ناسفة، مع اتهامات لداعش، بينما أطلقت "الأسايش" و"قسد" حملة ضد خلايا داعش في مخيم الهول، وبدأت عملية أمنية ضد تجار المخدرات في جرابلس.
أعلنت القيادة المركزية الأميركية تنفيذ هجمات ضد المليشيات المدعومة من إيران في سورية، مشددةً على أن الهدف من تلك الضربات هو إضعاف قدرة تلك الجماعات على التخطيط لشن هجمات مستقبلية. وقالت القيادة المركزية الأميركية، في بيانٍ، بعد منتصف ليل الاثنين، إن قوات القيادة المركزية الأميركية نفذت ضربات ضد تسعة أهداف في موقعين مرتبطين بمجموعات إيرانية في سورية، رداً على عدة هجمات على أفراد أميركيين في سورية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأكدت أن هذه الضربات ستؤدي إلى إضعاف قدرة المجموعات المدعومة من إيران على التخطيط وشن هجمات مستقبلية على القوات الأميركية وقوات التحالف الموجودة في المنطقة لتنفيذ عمليات دحر تنظيم "داعش". بدوره، قال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، ضمن البيان: "رسالتنا واضحة. لن يجري التسامح مع الهجمات ضد الولايات المتحدة وشركاء التحالف في المنطقة. سنواصل اتخاذ كل خطوة ضرورية لحماية أفرادنا وشركائنا في التحالف والرد على الهجمات المتهورة".
قوات القيادة المركزية الأميركية تقوم بأستهداف مواقع مدعومة إيرانياً في سورية رداً على الهجمات ضد أفراد أميركيين
— U.S. Central Command (@CENTCOMArabic) November 11, 2024
نفذت قوات القيادة المركزية الأميركية اليوم ضربات ضد تسعة أهداف في موقعين مرتبطين بمجموعات إيرانية في سورية رداً على عدة هجمات على أفراد أميركيين في سورية خلال الساعات… pic.twitter.com/7OyUVs3Orj
وكان الناشط وسام العكيدي، المنحدر من ريف محافظة دير الزور، قد أشار في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن الطائرات الحربية الأميركية نفذت يوم أمس الاثنين، غارات جوية على موقعين عسكريين للمليشيات المدعومة من إيران (سورية وعراقية) في بادية الميادين وبادية القورية بريف محافظة دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل خمسة عناصر، وجرح 11 عنصراً آخرين، بالإضافة إلى إلحاق دمار واسع ضمن المواقع والمقرات المستهدفة.
إلى ذلك، أسقطت الدفاعات الجوية التابعة للقوات الأميركية، الاثنين، طائرة مسيّرة فوق قاعدة كونيكو بريف دير الزور شرقي سورية. وقال الناشط الإعلامي في دير الزور أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد"، إن مسيّرة أطلقت من مواقع سيطرة المليشيات الإيرانية في قرية الجفرة بريف دير الزور حلقت في أجواء القاعدة قبل أن تسقطها الدفاعات الجوية التابعة للقوات الأميركية. وأضاف أن القوات الأميركية قصفت بالصواريخ عقب الهجوم مناطق سيطرة المليشيات الإيرانية في القرى السبع بريف دير الزور دون أنباء عن خسائر بشرية.
وتأتي الضربات الجوية الأميركية، عقب يوم واحد من استهداف المليشيات العراقية المدعومة من إيران، بقذائف صاروخية مساء الأحد، قاعدة قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في حقل "العمر" (النفطي) بريف دير الزور الشرقي (أكبر قواعد التحالف الدولي في سورية)، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
وشهدت الأشهر الماضية قصفاً متبادلاً بين المليشيات المدعومة من إيران والقوات الأميركية المنتشرة ضمن قواعدها العسكرية في شمال وشرق سورية، ما أسفر عن وقوع قتلى من المليشيات المدعومة من إيران، بالإضافة إلى تعرض معظم قواعد التحالف للاستهداف من خلال الطيران المُسيّر والصواريخ، دون وقوع أي قتلى في صفوف القوات الأميركية وشركائها المحليين.
عبوة ناسفة تودي بحياة ثلاثة قادة من "الأسايش" في الحسكة
في سياق منفصل، قُتل ثلاثة قادة من "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) وهي الذراع الأمنية لـ"الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية"، ليل أمس الاثنين، جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة في مدينة الحسكة، ضمن مناطق نفوذ قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، شمال شرقي سورية. وقال الناشط خالد الحسكاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن ثلاثة قادة أمنيين من قوات "الأسايش" قُتلوا ليل أمس الاثنين، جراء انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة بسيارتهم في حي العزيزية ضمن مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية.
وأكد الحسكاوي، أن قوات "الأسايش"، بالاشتراك مع قوات عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فرضت طوقاً أمنياً في المنطقة عقب الانفجار، تزامن ذلك مع تحليق طائرة مروحية أميركية على علو منخفض فوق مدينة الحسكة، وسط توجيه أصابع الاتهام إلى خلايا تنظيم داعش بالوقوف وراء العملية، في حين أن التنظيم لم يتبنَّ عملية الاستهداف حتى اللحظة.
ويأتي الاستهداف لـ"الأسايش" بالتزامن مع حملة أمنية واسعة النطاق أطلقتها هذه القوات، بالاشتراك مع قوات "قسد" قبل أسبوع، تحت مسمى "الأمن الدائم"، تهدف إلى ملاحقة خلايا تنظيم داعش في مخيم الهول الذي يضم عوائل من التنظيم بريف الحسكة الشرقي، شمال شرقي البلاد.
عملية أمنية ضد تجار المخدرات في مناطق الحكومة السورية المؤقتة
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع لدى الحكومة السورية المؤقتة، مساء أمس الاثنين، أن "قوات الشرطة العسكرية، مدعومة ببعض الوحدات العسكرية في الجيش الوطني السوري، أطلقت عملية أمنية ضد تجار المخدرات والمهربين والخارجين عن القانون، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية المؤقتة".
وطلبت وزارة الدفاع في بيانها، من "جميع التشكيلات والوحدات التي لم يسند إليها مهام في العملية الالتزام بمقراتها ومواقعها"، وشدد على "المدنيين بالتعاون مع القوات المشاركة في العملية الأمنية التي ستستمر حتى تحقيق أهدافها في ترسيخ الأمن والاستقرار في جميع المناطق المحررة من خلال تطبيق القانون على الجميع".
وأشارت مصادر محلية بحديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، شمالي سورية، تشهد منذ الساعات الأولى لصباح اليوم الثلاثاء، حظراً للتجوال بالتزامن مع عمليات دهم وتفتيش لبعض المنازل والمقرات في المدينة، مؤكدةً إصابة أحد مروجي المخدرات برصاص الشرطة العسكرية، بعدما رفض تسليم نفسه.