بزشكيان يدعو لمداراة "الأعداء" ويطمح لتوسيع العلاقات الخارجية

12 نوفمبر 2024
الرئيس الإيراني خلال اجتماع حكومي في طهران، 4 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أهمية تحسين العلاقات الدولية وإزالة التوترات لتحقيق تنمية البلاد، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع الجيران والصين وروسيا، حيث أبدى الصينيون رغبتهم في المشاركة في المشاريع البنيوية والعمرانية.
- تسعى الحكومة الإيرانية لتوسيع العلاقات مع الدول الأوروبية رغم محاولات الكيان الصهيوني لتعقيد الوضع، كما أجرى بزشكيان لقاء مع الرئيس المصري لتعزيز العلاقات، مؤكداً على أهمية إدارة العلاقة مع الولايات المتحدة بشكل مستقل.
- دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى تبني "العقلانية القصوى" بدلاً من "الضغوط القصوى"، مشيراً إلى فشل السياسة السابقة.

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الثلاثاء، أنه منذ بدء توليه منصبه في يوليو/تموز الماضي "على قناعة بضرورة التعامل مع الأصدقاء بمروءة، ومع الأعداء بمداراة"، مشيراً إلى أنه "اليوم أصبح أكثر اقتناعاً بذلك"، ومضيفا أن "تنمية البلاد إلى جانب ترتيب الشؤون الداخلية تتطلب أيضا ترتيب العلاقات الدولية وإزالة التوترات وتحسين العلاقات والتعاملات مع دول المنطقة والعالم".

وأوضح بزشكيان خلال لقاء مع عدد من وزراء الخارجية الإيرانيين السابقين، أن حكومته منذ بدء عملها في أغسطس/آب الماضي: "بذلت جهوداً جبارة لحل قضايا ومشكلات السياسة الخارجية"، لافتا إلى أن العلاقات مع الجيران "في وضع مطلوب". وأشار كذلك إلى مواصلة الاتصالات والحوارات مع السلطات الصينية والروسية للإسراع في تنفيذ الاتفاقيات مع البلدين وتطوير العلاقات معهما، موضحا أن الصينيين لديهم الرغبة في المشاركة في المشاريع البنيوية والعمرانية، وفق موقع الرئاسة الإيرانية.

وأكد أن الحكومة الإيرانية بصدد توسيع العلاقات مع جميع الدول، من بينها الدول الأوروبية، متحدثا عن "مفاوضات جارية مع أوروبا لكن الكيان الصهيوني بمكائده الأخيرة يسعى إلى الإخلال بذلك وتعقيد الوضع". ولفت إلى إجرائه لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قازان الروسية أواخر الشهر الماضي على هامش قمة مجموعة بريكس، قائلا إن السيسي "أعلن عن رغبة بلاده في توسيع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية وتم تكليف وزيري خارجية البلدين للمضي قدما بالعلاقات بينهما". وأكد أنه في ما يتعلق بالعلاقة مع أميركا أيضا "شئنا أم أبينا فإننا في احتكاك معها إقليميا ودوليا والأفضل أن ندير العلاقة بأنفسنا".

وخلال العام الأخير، وعلى وقع الاتفاق الإيراني السعودي لاستئناف العلاقات منذ مارس/ آذار 2023، عادت العلاقات الإيرانية المصرية التي تقتصر حالياً على وجود مكتب لرعاية المصالح لكل من البلدين لدى الآخر، إلى الواجهة بعد لقاءات ثنائية ووساطات إقليمية جديدة لإحياء هذه العلاقات والارتقاء بها، لكن ذلك لم يحدث بعد رغم العديد من المباحثات والزيارات بين وزيري خارجية البلدين، وكذلك لقاءات على مستوى رئيسيهما على هوامش اجتماعات إقليمية ودولية، سواء في عهد الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي أو بزشكيان.

عراقجي يدعو ترامب إلى "العقلانية"

من جهته، خاطب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تغريدة على "إكس"، مساء اليوم الثلاثاء، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، داعياً إياه إلى اختبار "العقلانية القصوى" مع إيران بدلاً من سياسية "الضغوط القصوى" ضدها. وقال عراقجي إن النسخة الأولى لسياسة الضغوط القصوى في عهد ترامب الأول واجهت "المقاومة القصوى" من إيران إلى أن حققت "الفشل الأقصى" لأميركا.

وأضاف عراقجي: "هل تريدون وثائق حول ذلك؟ كمثال واحد يكفي أن تقارنوا واقع البرنامج الإيراني النووي السلمي قبل وبعد إطلاق ما يسمى بالضغوط القصوى"، التي دشنها ترامب في دورته الرئاسية الأولى بالانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018 وممارسة ضغوط سياسية واقتصادية وعسكرية على إيران، خاصة على مستوى العقوبات الاقتصادية التي استهدفت جميع مفاصل الاقتصاد الإيراني.

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن "العمل على تطبيق نسخة ثانية من الضغوط القصوى سيؤدي فقط إلى نسخة ثانية من الفشل الأقصى"، مشيراً إلى أن "الفكرة الأفضل هي أن تجربوا العقلانية القصوى التي تنفع الجميع".