تقول الإحصاءات الرسمية لوكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) التابعة للأمم المتحدة، إن عدد الفلسطينيين المسجلين لديها رسمياً في سورية يصل إلى 552.000 لاجئ، وصلوا إلى سورية منذ عام 1948. وفي فترات لاحقة، توزعوا على 12 مخيماً، مشيرة في إحصاءاتها إلى أن من تبقى من الفلسطينيين في سورية حاليا لا يتجاوز 438 ألف لاجئ، منهم 52% من النساء و36% من الأطفال، مشيرة إلى أن 91% من المتبقين يعيشون الآن في فقر مدقع و89% من هؤلاء تحت خط الفقر، كما أن 41% من اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يزالون في سورية، مهجرون داخلياً أو في حالة نزوح مطول، نتيجة للنزاعات والأضرار والدمار الذي طاول مساكنهم.
في المقابل تشير إحصاءات "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في سورية قبل عام 2011 أكبر من الرقم الرسمي لدى (أونروا)، وهو ما يفسره الباحث الفلسطيني محمود زغموت، عضو "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، لـ "العربي الجديد" بأن إحصاءات "مجموعة العمل" تشير إلى وجود حوالي 666.390 لاجئاً، وأن الفارق في العدد بين إحصاءات المجموعة والوكالة يعود إلى حوالي 100 ألف من اللاجئين الفلسطينيين الذين خرجوا من فلسطين فاقدين للأوراق الثبوتية، فيما بعد جزء كبير منهم من الذين قدموا من الأردن إبان أحداث "أيلول الأسود" 1970، ومنهم نسبة جيدة من الذين خرجوا في الفترة ما بين 1956و1959.
بالعموم، فإن معظم الفلسطينيين السوريين، وفي المخيمات كافة، تعرضوا للعنف الموجه من قبل النظام، ما اضطر الكثير منهم إلى النزوح داخل سورية، أو الهجرة خارجها، وتشير إحصاءات المجموعة إلى 280 ألف فلسطيني سوري نزحوا من مكان سكنهم بسبب الهجمات أو الاستهداف، حيث يعيش المهجرون الفلسطينيون في الشمال السوري الذين أجبروا على مغادرة منازلهم وممتلكاتهم، أوضاعا معيشية قاسية في مخيمات مكتظة تعاني عجزاً كبيراً في توفر أدنى مقومات الحياة، وقد وصلت هذه الشريحة من اللاجئين الفلسطينيين إلى الشمال السوري على دفعات بدأت من مخيم خان الشيح عام 2016، والتحق بهم عدد آخر من سكان مخيمات جنوب دمشق (اليرموك، سبينة، الحسينية) الذين رفضوا البقاء في المنطقة بعيد دخول النظام إليها عام 2018، وذلك خشية التعرض للاعتقال.
ويقدر عددهم اليوم بـ 5000 لاجئ فلسطيني، يوجد معظمهم في مخيمي المحمدية ودير بلوط في منطقة ريف حلب الشمالي، وتتوزع أعداد أخرى منهم على مناطق محافظة إدلب وريفها، حيث يعانون من شح المساعدات الإغاثية وانتشار البطالة، وعدم تقديم أي دعم مادي أو غذائي من قبل المنظمات الإنسانية وتخلي "أونروا" عن تحمل مسؤولياتها تجاههم، بالرغم من أنهم يوجدون ضمن الأراضي السورية التي تعتبر إحدى مناطق ولاياتها الخمس.
يوجد في سورية 9 مخيمات رسمية و3 غير رسمية، وهي: مخيم اللاذقية (غير رسمي)، مخيم النيرب، مخيم اليرموك (غير رسمي)، مخيم جرمانا، مخيم حماة، مخيم حمص، مخيم خان الشيح، مخيم خان دنون، مخيم درعا، مخيم سبينة، مخيم عين التل (غير رسمي)، مخيم قبر الست.