وفق سجلات "أونروا"، فإن ربع اللاجئين يعيشون في الضفة الغربية، في 19 مخيماً في قرى ومدن الضفة، والمخيمات هي: مخيم الأمعري، مخيم الجلزون، مخيم الدهيشة، مخيم العروب، مخيم الفارعة، مخيم الفوار، مخيم بيت جبرين، مخيم بلاطة، مخيم جنين، مخيم دير عمار، مخيم رقم1، مخيم شعفاط، مخيم طولكرم، مخيم عايدة، مخيم عسكر، مخيم عقبة جبر، مخيم عين السلطان، مخيم قلنديا، مخيم نور شمس.
وفي تلك المخيمات يوجد 828328 لاجئاً مسجلاً، وتُقدّم برامج التعليم لأكثر من 48 ألف طالب وطالبة مسجلين في 95 مدرسة، كما تُقدّم الخدمات الصحية من خلال 43 مركزاً صحياً، إضافة إلى تقديم خدمات عبر برنامج الأمان الاجتماعي، وفي تلك المخيمات 19 مركزاً نسوياً.
أما في قطاع غزة، فيعيش حوالي 1.4 مليون لاجئ من بينهم 600 ألف يعيشون في ثمانية مخيمات، هي: مخيم البريج، مخيم الشاطئ، مخيم المغازي، مخيم النصيرات، مخيم جباليا، مخيم خانيونس، مخيم دير البلح، مخيم رفح. وتعمل "أونروا" في قطاع غزة من خلال طاقم عمل يتكون من 13 ألف موظف في أكثر من 300 منشأة، وتوجد في القطاع 275 مدرسة فيها أكثر من 272 ألف طالب وطالبة، ويوجد 22 مركزاً صحياً، و16 مكتباً للإغاثة والخدمات الاجتماعية، ويستفيد من برنامج الإغاثة 98.935 لاجئاً، ويوجد 11 مركزاً لتوزيع المساعدات الغذائية لحوالي مليون مستفيد، وفيها 7 مراكز نسوية.
خدمات أونروا التي تقلصت
تقدم وكالة "أونروا" للاجئين الفلسطينيين خدمات تتعلق بالتعليم والصحة والنظافة والحماية الاجتماعية، لكنّ مدير عام دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد حنون يشير إلى أن تلك الخدمات تقلّصت نتيجة الأزمة المالية التي تمر بها الوكالة، "إذ إن ما يتم تقديمه في الضفة الغربية من مساعدات لا يزيد عن 5 ملايين دولار في العام، وهي نسبة قليلة".
وينوه حنون إلى أن "المساعدات التي يتم تقديمها للاجئين قلّت من حيث الكم والنوع، والموازنة العامة لوكالة "أونروا" موازنة ثابتة منذ سنوات طويلة".
قرر أبو العجب يوما الذهاب بصندوق العجب من رام الله إلى القدس المحتلة؛ ليروي حكاياته لأطفال المدينة المقدسة، وعلى حاجز قلنديا المقام شمال القدس أوقفه جنود الاحتلال، "ممنوع وقف، مين أنت؟ معك تصريخ؟ -أبو العجب، -أبو خشب؟ أبو عجل! روخ من هون" وبعد مشادة يشترط عليه الجنود حكاية قصة أولها كذب وآخرها كذب، فيبدأ أبو العجب بعد تفكير بحكاية قصتها عليه والدته؛ تنتهي بالدخول في جوف بطيخة ضخمة، ليجد فيها عالما آخر، ينتهي بالحكم عليه بوضعه داخل مدفع وليتم إطلاقه، ويصل إلى الحاجز ليختفي الجنود ويضمحلون، وتنتصر قصة والدته على الجنود ويدخل القدس ويحكي قصصه هناك.
هكذا انتصر اللاجئ عادل الترتير (69 عاماً) بقصة والدته على الاحتلال، ولينهي قصته بالقول: "قصة أمي انتصرت عليهم، هذه قصصنا وحكاياتنا وهم ليس عندهم شيء، حملت صندوقي ودخلت إلى القدس؛ أنادي (تاع واتفرج يا سلام على عجايب الزمان.. هاي روايتي ورح أضل أرويها طول ما صندوقي معي... ورح نضل نحكي حتى نخلص من المؤقت).
ويبدو ذلك "المؤقت" الذي يكرره؛ يلاحق الترتير في حياته كما يروي لـ"العربي الجديد" بدءا من هجرة ذويه في العام 1948 من مدينة اللد، إلى قرية رافات قرب القدس، مرورا بسكن ذويه تحت شجرة هناك مؤقتا على أمل العودة القريبة، ثم بناء والده "سقيفة" مؤقتة، وليولد هناك عادل، في العام 1951، وثم تنقل العائلة السقيفة المؤقتة إلى أحد أحياء مدينة رام الله.
يقول الترتير: "إن والدي فضل البقاء بسقيفة مؤقتة على أن يذهب إلى مخيم ولم يستطع ولم يرد شراء منزل، على أمل أن كل تلك الأشياء المؤقتة سيتركها ويرجع إلى اللد وبياراته ومنزله هناك"، وكما يقول ورث الترتير عن والده "المؤقت"، كما ورث حلم إنهاء المؤقت.
يقوم عادل بدور أبو العجب الحكواتي الذي يجمع بين الحكاية والفرجة عبر صندوق العجب، يرتدي قبعة كبيرة ملونة قبل اعتلاء عدة درجات ليبدأ نداءه للأطفال: "أجا أبو العجب يا ولاد.. الحاضر يعلم الغايب"، ويبدأ بيديه يدور دولابين تمر من خلالهما صور ورسومات؛ تظهر عبر عدسات مكبرة بعدة فتحات من الأمام حيث ينظر الأطفال.
ولا تنفصل قصص أبو العجب كما يقول عن قصته الشخصية وحكايات الشعب الفلسطيني واللجوء، وبرزت قصة اللجوء في قصص أبو العجب، حيث يروي ولادة صندوق العجب الخشبي من جد شخصية أبو العجب، وكيف ورثه أبوه وحمله في مرحلة اللجوء قبل أن يصل إليه.
يقول الترتير: "إن رحلتي مع المسرح بدأت منذ طفولتي، حين ولدت داخل السقيفة، لتؤثر في طبيعة الحياة، وقصص والدتي القديمة، وجلوسي مع والدي في دكانه الصغير الذي كان يصنع فيه أدوات الزراعة الخشبية، ويسمع زواره ثم أعيد في المنزل ما سمعته مقلداً تلك الشخصيات".
ولاحقا أسس الترتير أول فرقة مسرحية سماها "السقيفة" نسبة إلى مكان سكنه الذي تركته العائلة بعد النكسة عام 1967، حيث بقي هو وشقيقه يرتادانها، وقد حولاها إلى نادٍ يمارسان فيه النشاطات الثقافية والرياضية، وليتجمع مع عدد من أصدقائه في فرقة "بلالين" المسرحية، ثم بعد تفرقهم؛ أسس مسرح أبو العجب مع آخرين، ليبقى أخيرا وحده في مسرحه، ولترتبط صورته بشواربه الكبيرة وقبعته المزركشة بأبي العجب.
في رام الله القديمة مقر مسرحه عديد من الصور والبوسترات لأعماله المسرحية وصندوقي عجب وإكسسوارات المسرحيات، فضلا عن أدوات والده الزراعية؛ ويقول: "إنه مبنى عمره أقل بقليل من 200 عام، استأجرته ورممته قبل 15 عاما، لأتوصل بعد خلاف مع مالكه لاتفاق على استخدامه مقابل ترميمه، بعد خمس محاولات لإيجاد مكان لمسرحي؛ في ظل قلة الإمكانات المادية، وضعف الدعم غير المشروط للفن والمسرح".
ويبقى الترتير يبحث دوما عبر أبو العجب وصندوقه، الشخصية المستوحاة من التاريخ؛ عن انتهاء المؤقت في حياته، وأهم مؤقت هو اللجوء.
لا تزال ذاكرة اللاجئة الفلسطينية سعدة الزكار (92 عاماً) محفورة بتفاصيل الحياة التي عاشتها في قرية "سلمة" في قضاء مدينة يافا المحتلة عام 1948، قبل أن تنتقل رفقة زوجها إلى قرية بربرة هرباً من العصابات الصهيونية.
وتشارك الزكار المولودة في العام 1928 تفاصيل الهجرة والنكبة التي تعرض لها الفلسطينيون من قبل العصابات الصهيونية خلال احتلال فلسطين عام 1948، مع أحفادها وأبنائهم خلال جلسات شبه دائمة معهم ينجذب خلاله صغار السن لهذه القصص.
ويستمع الأحفاد إلى حكاية جدتهم باهتمام، خصوصاً تلك المرتبطة بطابعها الفكاهي الذي يروي تفاصيل حياة مختلفة كانت عليها فلسطين قبل الاحتلال، إضافة إلى حكايات الملاحقة والمطاردة والتهجير وعمليات القتل التي جرت بحق الفلسطينيين.
وما تزال ذاكرة اللاجئة الفلسطينية ممتلئة بأدق تفاصيل قريتها الأصلية "سلمة"، بالإضافة لقرية عائلة زوجها "صالحة"، وأبرز الأماكن والمعالم الموجودة في المكان وعملت على زيارتها خلال السبعينيات من القرن الماضي.
وإلى جانب كونها شاهدة على النكبة فقد تعرضت اللاجئة الزكار للاعتقال 3 مرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كان أطولها قضاء عقوبة السجن لمدة عامين، بالإضافة لخضوعها للتحقيق مرات على قضايا عدة انتهت بالإفراج عنها.
وتقول الزكار لـ "العربي الجديد" إنها قدمت أربعة من أبنائها شهداء من أجل القضية الفلسطينية، بعضهم كان أسيراً لدى الاحتلال الإسرائيلي وتعرض للتعذيب قبل أن يفرج عنهم ويستشهدوا لاحقاً، والبعض الآخر استشهد بشكل مباشر.
ولا ينقطع الحماس والحنين من حديث اللاجئة الفلسطينية عن أرضها التي هجرت منها عام 1948 والحنين إلى العودة لها، حتى وإن كان ذلك اليوم الأخير في حياتها، كونها عاشت لمدة 14 عاماً قبل أن ينتهي بها المطاف للاستقرار كلاجئة في قطاع غزة.
وتهتم الزكار رغم تقدمها في العمر بمتابعة التطورات والأحداث أولاً بأول، إذ تؤكد رفضها لصفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كونها تصفي القضية الفلسطينية، وتنهي حلم العودة وتمنح القدس عاصمة للاحتلال.
وبأنفاس يغلب عليها الحزن والألم لما تمر به القضية الفلسطينية تقول اللاجئة الفلسطينية "فشر ترامب وغيره فصفقة القرن مرفوضة، وأي صفقة غيرها أيضاً مرفوضة هذه أرضنا وسنعود لها يوماً سواء نحن أو الأجيال اللاحقة".
إذا لم أعد أنا فسيعود أحفادي أو أحفادهم المهم أننا سنعود يوماً إلى أراضينا المحتلة، حتى لو بقي فلسطيني واحد على قيد الحياة، فالعودة حق ووعد مكتوب وسيتحقق مهما طال الزمان رغماً عن ترامب ومعه نتنياهو، كما قالت الزكار.
يعيش في قطاع غزة حوالي 1.9 مليون نسمة، منهم 1.4 مليون لاجئ من فلسطين.
كما يعيش ما يقرب من 600.000 لاجئ من فلسطين في غزة في ثمانية مخيمات معترف فيها للاجئي فلسطين، والتي تعتبر الكثافة السكانية فيها من أعلى الكثافات السكانية في العالم. (أونروا)