قوائم الموسيقى الأفضل: ما الذي يحدث؟

13 أكتوبر 2020
القائمة ما زالت تركز على الألبومات السردية (Getty)
+ الخط -

أطلقت مجلة "رولينغ ستون" الشهيرة عام 2003 قائمة بأفضل 500 ألبوم موسيقي عبر التاريخ. وفي عام 2012، أعادت إطلاق القائمة مع بعض التعديلات التي بالطبع تربع على قمتها الموسيقيون البيض والذكور. وهذا العام، أعادت إطلاق القائمة وأضافت إليها 154 ألبوماً جديداً، وكأن المجلة تعيد قراءة معاييرها السابقة وتطورها. مع ذلك، ما زالت هناك ملاحظات على القائمة نفسها، سواء على محتوياتها، أو مفهوم القائمة ذاته والترتيب من الأفضل ثم الأقل، الذي يفترض معايير ثابتةً للموسيقى التي تتمحور حول الغرب بشكل أكبر، أي أوروبا وأميركا. 

الإشكالية الأهم في القوائم السابقة كانت هيمنة موسيقى الروك، إذ كانت فرقة البيتلز تتربع في المرتبة الأولى بألبوم Sgt. Pepper’s Lonely Hearts Club Band. في حين أن القائمة الجديدة يتربع عليها مارفن غاي، وألبومه "ما الذي يحدث"، والذي كان سابقاً في المرتبة السادس، والذي يقدم مزيجاً من الكول جاز والسول والآر أن بي، في حين أن المركز الثاني بقي للبيتش بويز، الفرقة الأميركية البيضاء التي عرفت باستيلائها على موسيقى البلوز الملوّنة ونسبها لنفسها. 

ينطبق الأمر على الموسيقيات والمغنيات النساء، فألبوم "أزرق" لجوني ميتشل كان في المرتبة الثلاثين. وفي قائمة هذا العام أصبح في المرتبة الثالثة، هذا التهميش حاولت القائمة تجاوزه، وإعادة النظر في المعايير السابقة، خصوصاً أن القوائم السابقة تربع عليها 30 ألبوماً لرجال، قبل ظهور اسم أول امرأة، وحين نصل إلى 100 نفاجأ بأن هناك 5 نساء فقط، في حين تختلف النسبة في القائمة الحالية (2 لنساء في أول عشرة ألبومات).

يمكن الخوض في المقارنات بين القوائم دون نهاية، والعودة لذات الإشكاليات في صناعة الموسيقى التي ما زالت إلى الآن تتحرر من سطوة الرجال، وخصوصاً البيض المؤمنين بموسيقى الروك التي تمثلها المجلة. مع ذلك، تحاول المجلة كسر احتكارهم للقائمة، بالرغم من تقليدها القديم بالاحتفاء بالروك، إذ وضعت أريانا غراندا مثلاً على الغلاف عام 2019 ونال ألبومها "شكراً لك التالي" لقب أفضل ألبوم للعام. هذا الانفتاح نراه في الأنواع الموسيقية التي احتلت مراتب عليها، فالراب كان في المرتبة 48 والآن ألبومان يقعان في مرتبة أعلى، مع ذلك ما زال الجاز والأر أن بي يحضران بشكل خجول، كذلك هناك فقط 8 ألبومات للموسيقى الإلكترونيّة، أربعة منها لديفبانك وماسيف أتاك. 

تكنولوجيا
التحديثات الحية

توسعت أيضاً عملية الاختيار والتصويت على القائمة هذا العام، إذ شملت أكثر من 300 شخص من مختلف المناصب، موسيقيين، مغنين، نقاد، منتجين، بيض وسود وملونين، من مختلف أنواع مغني راب وبوب وهيب هوب، أي توسعت دائرة من يقوم بالتصويت على القائمة، مع ذلك لا يمكن ضبط هذه العملية، فالبعض يصوت للموسيقى التي يحب، لا لأهميتها أو تأثيرها، وهنا إشكالية مفهوم القائمة ذاته، هو تصنيفي ويفرز ويقسّم، من دون معيار أو منهجية واضحة، خصوصاً أن الأمر نهاية يعود للذوق، سواء الفردي أو الجمعي. 

الإشكالية الأخرى أن القائمة ما زالت تركز على الألبومات السردية؛ أي تلك التي تحوي حكاية، وبالتالي يسمعها الناس أكثر كونها لا ترتبط حصراً بالتذوق الموسيقي، وهذا دفع العديدين لانتقاد القائمة كونها تهمل أعمال منسقي الأغاني والمنتجين الذين يعملون على أغانٍ طويلة تتجاوز الـ10 دقائق، لا الأغاني الفردية التي تتحرك بين 3 و5 دقائق. 

لا يمكن إنكار دور مجلة ومؤسسة "رولينغ ستون" في التأريخ للموسيقى المعاصرة والحديثة، لكنها في ذات الوقت تمثل السوق وتقنياته، هي المنصة القادرة فعلاً على صنع موسيقي عالمي أو دفنه دون أن يسمع به أحد. 

المساهمون