غوغل... التمرّد الداخلي ضد إسرائيل يتوسّع

واشنطن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
15 فبراير 2024
+ الخط -

في السنوات الأخيرة، ارتفعت أصوات عاملين في شركة غوغل في جميع أنحاء الولايات المتحدة، رفضاً للتعاون مع إسرائيل. وها هو هذا التمرد يتوسّع بشكل أكبر.

الثلاثاء الماضي، احتجّ موظفو "غوغل"، ومعهم مواطنون أميركيون، في مقر الشركة في المملكة المتحدة، اعتراضاً على عمل الشركة لصالح حكومة الاحتلال وجيشه. وشهدت المظاهرة خارج المقر الرئيسي للشركة في لندن تجمّع حوالى 50 شخصاً لمدة 90 دقيقة تقريباً.

غليان مستمر في "غوغل" ضد "نيمبوس"

يوضح موقع نوفارا ميديا البريطاني أن الاحتجاج يمثّل توسعاً للمعارضة الداخلية طويلة الأمد لمشروع نيمبوس، ويتزامن مع حملة منشورات وزعها الموظفون داخل المبنى. وأوضحت المنشورات أسباب معارضة الحملة للمشروع، وتضمنت دعوة إلى اجتماع داخلي للعاملين.

ويطالب المتظاهرون الشركة بإنهاء مشروع نيمبوس، وهو عقد بقيمة 1.22 مليار دولار بين إسرائيل و"غوغل" و"أمازون" لتوفير خدمات الحوسبة السحابية لدولة الاحتلال.

وظلت تفاصيل المشروع، مثل نوع البيانات وتخزينها وكيفية استخدامها، غامضة لا تُفصح عنها الدولة العبرية ولا متعاقدوها منذ الاتفاق في إبريل/نيسان 2021، عندما حلّت "أمازون" و"غوغل" محل "مايكروسوفت" و"أوراكل" كمزودين مفضلين من قبل إسرائيل للخدمات السحابية.

وكان من الواضح منذ البداية أن مراكز البيانات التابعة لها ستُقام على الأراضي الإسرائيلية، وهي خطوة غير عادية، نظراً لأن معظم الخدمات السحابية التي تقدمها الحكومات موزعة على مستوى العالم. وأثارت هذه الخطوة تكهنات بأن ذلك هدف إلى عزل إسرائيل وحمايتها من القانون الدولي وعقوبات الدولة، يشرح "نوفارا ميديا".

تكنولوجيا
التحديثات الحية

وفي مقابلة مع موقع "ذي إنترسبت"، قال مدير هيئة مراقبة التكنولوجيا، جاك بولسون، الذي استقال من "غوغل" احتجاجاً في 2018: "لقد جادل الرئيس السابق لقسم الأمن في غوغل إنتربرايز علناً بأن أحد أهداف نيمبوس منع الحكومة الألمانية من طلب بيانات تتعلق بجيش الدفاع الإسرائيلي للمحكمة الجنائية الدولية".

وأفاد "ذي إنترسبت" أيضاً أنه اكتشف مواد تدريبية توضح أن مشروع "نيمبوس" سيتضمن قدرات متقدمة للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، من بينها التعرّف إلى الوجه، وتتبُّع الأشياء، والتصنيف التلقائي للصور وتحليل المشاعر، وهي خدمات من شأنها أن تقوي الرقابة الإسرائيلية على الفلسطينيين.

بدأت المعارضة الداخلية للمشروع بعد أشهر قليلة من الاتفاق عليه. في أكتوبر/تشرين الأول 2021، نشر أكثر من 500 عامل في "أمازون" و"غوغل" رسالة مفتوحة في صحيفة ذا غارديان تدين "نيمبوس"، قائلين إنه "يسمح بمزيد من المراقبة وجمع البيانات غير القانونية عن الفلسطينيين، ويسهّل توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية". بعدها أُطلقت حملة "لا تكنولوجيا للفصل العنصري" من قبل ائتلاف من مجموعات شعبية، بينها حركة المقاطعة وحركة الصوت اليهودي من أجل السلام.

خلال العامين الماضيين نجحت الحملة في جمع الدعم، ليس فقط من الموظفين، ولكن أيضاً من المساهمين. إذ قدّم مساهم في "غوغل" تقريراً للمساهمين الآخرين يشكّك في المشروع في عام 2022. كذلك قدّمت مجموعة من المساهمين في "أمازون" المدافعين عن العدالة الاجتماعية تقريراً مماثلاً بعد ذلك بوقت قصير، لكن لم يَفُز أي منهما بأغلبية الأصوات اللازمة.

وفي ضوء العدوان الإسرائيلي على غزة، نشر العاملون المتضامنون في الشركتين بياناً جاء فيه أن "أمازون و"غوغل" متواطئتان في هذا الدمار، وكرّروا مطالبتهم بإنهاء مشروع نيمبوس.

الاحتجاج داخل "غوغل" يتوسّع

يتوسّع الاحتجاج الداخلي الآن، سواء في الشارع أو داخل الشركة. في ديسمبر/كانون الأول، نظّم موظفو "غوغل" في سان فرانسيسكو وقفة احتجاجية ضد استمرار مشاركة الشركة في المشروع. واحتجاج الثلاثاء هو الأول من نوعه بين العاملين في الشركة على الأراضي البريطانية.

ردّاً على الوقفة الاحتجاجية التي نظمها موظفو "غوغل" خارج حرم الشركة في نيويورك تكريماً لمهندسة البرمجيات الفلسطينية والمتدربة السابقة في "غوغل"، مي عبيد، التي استشهدت في غارة جوية إسرائيلية على غزة مع عائلتها بأكملها، أصرّ متحدث باسم الشركة لـ"ذا غارديان" على أن مشروع نيمبوس يقدم فقط خدمات "تجارية" لوزارات الحكومة الإسرائيلية، وليس "أعباء العمل العسكرية شديدة الحساسية أو السرية المتعلقة بالأسلحة أو أجهزة المخابرات". لكن تقريراً لـ"رويترز"، استناداً إلى إعلان وزارة المالية الإسرائيلية، يذكر أن المشروع سوف "يوفر خدمات سحابية للقطاع العام والجيش في البلاد".

ينقل "نوفارا ميديا" عن موظف رفض ذكر اسمه أن العمل في الشركة "كان وظيفة أحلامي... حلمت منذ أن كنت في فلسطين بالانضمام إلى غوغل. لقد حققت هذا الحلم، ولكن بعد ذلك أدركتُ أن شركتي متورطة في قمع شعبي. وهذا يجعلني أشعر بأنني لا أنتمي إلى هذه الشركة".

وكان شعار الشركة الأصلي "لا تكن شريراً"، وبعدما أعيدت هيكلتها لتنضوي تحت شركة "ألفابت"، أصبح شعارها "افعل الشيء الصحيح".

وقالت موظفة للموقع: "انضم أشخاص عدة مثلي إلى غوغل لأنهم يعتقدون أن الشركة لديها قيم وخطوط حمراء حول الغرض من استخدام التكنولوجيا التي نبنيها"، لكن "نرى المنظمة تبتعد بهدوء عن ذلك... أعتقد أنه لا يزال هناك أشخاص طيبون هنا يهتمون بشدة بالإبادة الجماعية التي تحدث في غزة ولا يمكننا الصمت بشأن هذا بعد الآن".

وأضافت: "نريد أن نعارض استخدامات التكنولوجيا الخاصة بنا للأغراض العسكرية وأغراض المراقبة من قبل الأنظمة غير الأخلاقية، وأن نتحدث علناً ضد مشروع نيمبوس. هناك ثقافة خوف داخل الشركة، لكن نملك القوة معاً. حتى ضد غوغل".

ذات صلة

الصورة
مخيمات النازحين في رفح بجنوب غزة، في 25 يونيو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

تعيش مخيمات النازحين في غزة على وقع مأساة إنسانية متفاقمة، وسط برك مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة المتراكمة وحرارة الصيف القائظ..
الصورة
الناشط الأميركي سيرغي كوستين (العربي الجديد)

سياسة

روى عضو حركة كود بينك الناشطة ضد الحروب الأميركية سيرغي كوستين، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل فصله من عمله على خلفية دعمه وقف إطلاق النار في غزة.
الصورة
تظاهرة في واشنطن أمام مقر إقامة يوآف غالانت 24/6/2024 (محمد البديوي)

سياسة

تظاهر عشرات الناشطين، في ساعة متأخرة مساء أمس الاثنين، أمام مقر إقامة وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بالعاصمة الأميركية واشنطن.
الصورة
حفل تايلور سويفت في لندن، 22 يونيو 2024 (كيفن مازور/Getty)

منوعات

استُخدم وسم "سويفتيز من أجل فلسطين" لحشد رواد حفلات الجولة الموسيقية لإظهار الدعم للفلسطينيين، ولمطالبة تايلور سويفت بالتضامن معهم علناً.
المساهمون