ويقول مسؤولون في الحزب الذي بدأ منذ أشهر تحركاته تحت عنوان "تحميل كلفة الانهيار الاقتصادي لمن تسبب به" لـ "العربي الجديد" بأن هدف الاعتصام رفض الإجراءات التي سُميت بالتقشفية ورفض موازنة لا تتضمن إجراءات عادلة كفرض ضرائب تصاعدية على أرباح المصارف والشركات.
وأكد عدد من المعتصمين داخل الخيم لـ"العربي الجديد" أن القوى الأمنية حاولت إزالة خيمهم من ساحة رياض الصلح. وأنها انتظرت تراجع عدد المعتصمين لتستقدم تعزيزات وتبلغ المعتصمين بوجود قرار بإزالة الخيم.
وطلب المعتصمون الدعم من رفاقهم عبر رسائل الواتساب ومواقع التواصل الاجتماعي، لتعود وتتراجع القوى الأمنية عن قرارها بعد ازدياد الأعداد.
ويؤكد معتصمون أن القوى الأمنية عادت وحاولت التفاوض معهم لنقل خيمهم من ساحة رياض الصلح المقابلة للسراي الحكومي حيث سينعقد مجلس الوزراء، إلى ساحة الشهداء القريبة من رياض الصلح لكن غير المواجهة للسراي، متذرعة بأسباب أمنية، لكن المعتصمين رفضوا.
وكان الاعتصام هادئاً ظهر اليوم تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، حيث تواجد عشرات الأشخاص في ساحة رياض الصلح داخل الخيم وفي محيطها يقابلهم عدد أكبر من القوى الأمنية، التي انتشر عناصرها دون استنفار.
وعلقت فوق الخيم لافتات تعبر عن رفض رفع الضريبة على القيمة المضافة ورفع سعر البنزين المستمر بالارتفاع.
وفي حديث إلى "العربي الجديد" أرجع عماد سماحة، عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي، السبب في عدم مشاركة بعض المجموعات المعارضة إلى استيائها من المواقف السياسية التي يعلن عنها الحزب الشيوعي.
وعن حجم المشاركة قال: "نحن نعلم حجمنا، الحركة الشعبية التي تحتج على سياسة التقشف والموازنة لم تصل بعد للمستوى الذي يفترض به أن يحاسب. ويجب تقوية العامل الذاتي خلال هذه الأشهر".
كما أكد سماحة أن الحزب سيلجأ بعد إرسال الموازنة إلى مجلس النواب إلى خطوات تصعيدية قد تصل إلى العصيان المدني، "فالوضع مصيري الآن. ونحن نحضر لعمل نقابي وطلابي لتفعيل الحراك".
وأشار إلى أن "مشروع الموازنة يتضمن فجوات، فلا نظام ضريبيا جديدا يطاول الأرباح والرساميل الكبيرة، فضلاً عن أن الدولة لن تستفيد من رفع الضريبة على فوائد الودائع، وإنما المصارف التي تصرح للدولة عن حجم الودائع وفق ما تريده هي".
بدوره، قال مسؤول تنظيم بيروت في الحزب، يوسف يوسف لـ "العربي الجديد" إن الهدف من الاعتصام إظهار الصوت المعارض، "فما زلنا في المرحلة الأولى التي بدأنا بها والأمور تحتاج إلى تراكمات. والمطلب الأساسي أن لا تضع الموازنة العبء على المواطن".
ورداً على سؤال عن رفض الحكومة فرض ضرائب على المصارف والشركات بذريعة الخوف من هروبها إلى خارج لبنان، قال يوسف: "فليهرب 1% أفضل من هروب 99%، فهم هربونا والشباب لا يجدون فرص عمل".
ورأى يوسف أن العائق الأكبر أمام تحقيق مطالبهم يكمن في نظام المحاصصة الطائفي الموجود في البلد لكنه يراهن على تحرك الناس المتضررة.
ووفق سمير سكينة، مسؤول التثقيف في قطاع الشباب والطلاب في الحزب، فإن الاعتصام سيترافق مع جلسات نقاش مفتوح أمام كل من يرغب بالمشاركة، وعند السادسة من مساء اليوم سيكون موضوع النقاش تأثير الموازنة على القطاع العام والقطاع الرسمي والجامعة اللبنانية، ومن بعدها سيفتح نقاش مع الخبير الاقتصادي كمال حمدان والذي سيبين خلاله من المستفيد من كل بند في مشروع الموازنة.