استمع إلى الملخص
- الأزمة ناتجة عن صعوبات في تدبير الموارد المالية لشراء الوقود، مع تأثير توقف إنتاج حقل غاز بدولة مجاورة، والحكومة تسعى لاستيراد شحنات وقود بقيمة مليار دولار.
- الحكومة تقرر استمرار خطة قطع الكهرباء لمدة محددة يوميًا وغلق المحال التجارية مبكرًا، مع التأكيد على أهمية ترشيد الاستهلاك وتعاون المواطنين لتجاوز الأزمة بحلول نهاية 2024.
عقد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الثلاثاء، اجتماعاً لمناقشة تداعيات أزمة انقطاع الكهرباء وسبل تخفيض فترة تخفيف الأحمال عن المواطنين، وصولاً إلى حلول جذرية للأزمة، في حضور وزير الكهرباء محمد شاكر، ووزير البترول طارق الملا، ورئيس الشركة القابضة للكهرباء جابر دسوقي، ورئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية ياسين محمد، وعدد من مسؤولي الجهات المعنية.
وصرح مدبولي، في مستهل الاجتماع، بأن الحكومة تدرك جيداً أبعاد أزمة انقطاع الكهرباء وتعمل بمختلف أجهزتها على إنهائها في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة العمل على حل الأزمة، من خلال اتخاذ قرارات كفيلة بتخفيض فترات انقطاع التيار الكهربائي، ووضع آليات لإنهاء الأزمة قريباً.
وقال مدبولي، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، إن الحكومة تسعى حالياً لوضع آليات تضمن إنهاء الأزمة، بالتنسيق بين الوزارات والأجهزة المعنية، مستطرداً بأن الأزمة لا تتمثل في توليد الطاقة الكهربائية، وإنما في تدبير الموارد الدولارية لشراء الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.
وأضاف مدبولي أن توقف إنتاج أحد حقول الغاز في دولة مجاورة (في إشارة إلى إسرائيل) لمدة 12 ساعة أمس، أثر بالسلب على إمدادات الغاز الطبيعي الواردة إلى مصر، وبالتالي قدرة المحطات على توليد الكهرباء لمجابهة الاستهلاك المتزايد من جانب المواطنين بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وتابع أن الحكومة تسعى لاستيراد شحنات عاجلة من الوقود بقيمة مليار دولار لوقف قطع الكهرباء خلال فصل الصيف، اعتباراً من الأسبوع الثالث من شهر يوليو/ تموز المقبل، بعدما استطاعت تدبير 180 مليون دولار أخيراً لاستيراد شحنات عاجلة من الغاز والمازوت، بما يعادل إجمالاً نحو 57 مليار جنيه.
قطع الكهرباء مستمر لمدة ثلاث ساعات
وذكر مدبولي أن خطة تخفيف الأحمال (قطع الكهرباء) مستمرة لمدة ثلاث ساعات يومياً حتى نهاية الأسبوع الجاري، ولمدة ساعتين في الأسابيع الأولى من الشهر المقبل. وتابع أن الحكومة قررت غلق المحال التجارية في جميع المحافظات بحلول العاشرة مساءً يومياً، في إطار ترشيد استهلاك الكهرباء، مع استثناء المطاعم وبعض الأنشطة الخدمية الأخرى، وغلقها بحد أقصى في الواحدة صباحاً.
وقال مدبولي، في كلمته بالمؤتمر، إن الحكومة حريصة على تجاوز الأزمة من خلال تدبير الموارد المالية اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء بكامل طاقتها، إلا أن ذلك يجب أن يصاحبه خطة لترشيد الاستهلاك، موضحاً أن الحكومة تسعى لوقف انقطاع الكهرباء بنهاية 2024، ما يعني عودة العمل بخطة تخفيف الأحمال بعد انقضاء فصل الصيف، لمدة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر على الأكثر.
وأكمل أن الحكومة تقدر معاناة المواطنين من ظاهرة انقطاع الكهرباء أياً كانت مدة تخفيف الأحمال، لأن الكهرباء شيء أساسي في حياة كل الناس، وبالتالي تعي شكاوى واستغاثات المواطنين الذين يعانون من ظروف صحية بسبب تقدم العمر، أو ما يتعلق بأوضاع الطلاب الذين يؤدون امتحانات الثانوية العامة.
وزاد مدبولي أن الحكومة تعاقدت أخيراً على استيراد 300 ألف طن من المازوت، وتولي اهتماماً كبيراً بحل أزمة تخفيف الأحمال نهائياً، وكل ما تطلبه من المواطنين هو ترشيد استهلاك الكهرباء داخل المنازل، وفي كل المنشآت، لأن ذلك يساعد على التقليل من حجم المنتجات المستوردة.
وأدى عطل فني مفاجئ في حقل غاز إسرائيلي إلى زيادة عدد ساعات قطع الكهرباء في مصر أمس الاثنين، بعد تراجع إمدادات الوقود لمحطات التوليد.
وتستورد مصر الغاز من إسرائيل بهدف إسالته وتصديره إلى أوروبا، إلا أنها قررت وقف صادرات الغاز المسال الشهر الماضي من أجل تلبية الطلب المحلي المتزايد على الوقود، مع تراجع إنتاجه بصورة كبيرة محلياً.