برلمانيون: الشعب المصري يدفع ثمن فشل الحكومة في ملف الكهرباء

25 يونيو 2024
من جلسة البرلمان المصري يوم 23 يناير 2012 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أعضاء البرلمان المصري ينتقدون الحكومة بشدة بسبب أزمة انقطاع الكهرباء المتفاقمة، مطالبين بعدم تجديد الثقة لحكومة مصطفى مدبولي ومحملينها المسؤولية الكاملة عن فشل إدارة ملف الكهرباء.
- إيهاب منصور من "المصري الديمقراطي" يشير إلى تأثيرات سلبية لانقطاع الكهرباء مثل تضرر الطلاب وانقطاع الإنترنت والمياه، مؤكدًا على الحاجة لتدخل البرلمان لإنهاء المأساة.
- فريدي البياضي يسلط الضوء على الوضع الخطير في محافظات الجنوب بمدة انقطاع تصل إلى سبع ساعات، مشيرًا إلى استثناء مناطق المسؤولين من خطة تخفيف الأحمال ودعوته لمحاسبة الحكومة.

حمّل ثلاثة من أعضاء مجلس النواب المصري الحكومة المسؤولية عن تفاقم أزمة قطع الكهرباء ومعاناة المواطنين يومياً من قطعها لمدة ثلاث ساعات فأكثر، مطالبين ممثلي أحزاب الأغلبية في البرلمان بعدم تجديد الثقة في الحكومة الجديدة المكلفة برئاسة مصطفى مدبولي، والتي يدفع الشعب كله ثمن فشلها في إدارة ملف الكهرباء. وقال النائب ضياء الدين داوود، في الجلسة العامة للبرلمان، الثلاثاء، إن "مصر تحترق من ارتفاع درجات الحرارة وقطع الكهرباء، إذ يتحمل الشعب المصري نتائج فشل حكومة يتم التمديد لها بالعند في جموع المصريين" وأضاف: "الشعب يعاني من انقطاع التيار رغم وجود أكبر شبكات لتوليد الكهرباء، وأكبر حقل لإنتاج الغاز الطبيعي". واستطرد داوود: "التقارير الدولية تتحدث عن انهيار الإنتاج من حقل ظهر المصري، فهل من مجيب لتكذيب ذلك؟"، وأردف: "الشعب المصري يدفع ثمن فشل الحكومة في ملف الكهرباء ولم يعد مقبولاً أن نتحمل كل هذه الأخطاء المركبة. المصريون لن يسامحونا جميعاً إذا ما قرر البرلمان التمديد للحكومة، وتجديد الثقة لها".

بدوره، قال ممثل الهيئة البرلمانية لحزب "المصري الديمقراطي" إيهاب منصور، إن قطع الكهرباء وصل إلى خمس ساعات في اليوم ببعض المناطق، مضيفاً: "وزاد الأمر سوءاً إعلان المحافظات، ومنها محافظة الجيزة، أن انقطاع التيار سيكون على مرتين يومياً لمدة أربع ساعات في كل مرة". وأضاف منصور: "ما يحدث هو أمر كارثي في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وما يصاحب قطع الكهرباء من انقطاع في شبكات الإنترنت والمياه أيضاً في كثير من المناطق. وصلتني استغاثات كثيرة جداً من طلاب الثانوية العامة، وأولياء الأمور، تشكو معاناتهم الكبيرة من انقطاع الكهرباء، وتعطيل الطلاب عن المذاكرة في أوقات الامتحانات". وأوضح أن "عدم انتظام مواعيد قطع الكهرباء تسبب في تلف الأجهزة الكهربائية لدى المواطنين، وحبس البعض منهم في المصاعد، وتعريض حياتهم للخطر. الأمر يستوجب وقفة سريعة من البرلمان لوضع حد لهذه المأساة اليومية للمصريين".

وقال النائب فريدي البياضي إن "فترة قطع الكهرباء بلغت سبع ساعات يومياً في بعض المحافظات، بما فيها محافظات الجنوب (الصعيد)، التي تعاني في الأصل من درجات حرارة مرتفعة، وهو ما أدى إلى وفاة عدد من المواطنين، فضلاً عن تضرر طلاب الثانوية العامة الذين يؤدون امتحاناتهم هذه الأيام". وأضاف البياضي: "حتى في الأزمات غابت العدالة والمساواة، فالحكومة استثنت المناطق التي يسكنها المسؤولون في الدولة من خطة تخفيف الأحمال، وحملت المزيد من الأعباء على القرى والأحياء التي يسكنها البسطاء". وقال: "الحكومة أعلنت في بداية الأزمة أن انقطاع الكهرباء سيكون لفترة مؤقتة، إلا أن الأزمة تفاقمت بما يستوجب محاسبتها على ما اقترفته في حق الشعب". وتابع: "نحن نعاني من سياسات فاسدة ستتحملها أجيال قادمة، وملف الكهرباء أكد فشل الحكومة وسياساتها التي لم تعد محتملة، خاصة مع استمرار التعتيم والإصرار على عدم المصارحة بشأن طبيعة الأزمات أو أسبابها".

وكان الملايين في مصر قد عانوا من انقطاع الكهرباء لمدة ست ساعات بحد أدنى لمرتين، بداية من الساعة الواحدة والنصف من ظهر أمس الاثنين حتى الواحدة بعد منتصف الليل، وذلك عشية امتحان اللغة الأجنبية الثانية لطلاب شهادة الثانوية العامة. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر مصريون عن غضبهم الشديد إزاء انقطاع الكهرباء لمدة أربع ساعات متواصلة ليلاً عن أغلب مناطق العاصمة القاهرة ومدينة الإسكندرية الساحلية، في الفترة بين التاسعة مساءً والواحدة بعد منتصف الليل، علماً بأنّ فترة الانقطاع الليلي سبقها قطع التيار الكهربائي لمدة ساعتين خلال فترة الظهيرة.

وقال رئيس الوزراء المصري، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إن توقف إنتاج أحد حقول الغاز في دولة مجاورة، في إشارة إلى إسرائيل، لمدة 12 ساعة أمس، أثر بالسلب على إمدادات الغاز الطبيعي الواردة إلى مصر، وبالتالي قدرة المحطات على توليد الكهرباء لمجابهة الاستهلاك المتزايد من جانب المواطنين بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وتستورد مصر الغاز من إسرائيل بهدف إسالته وتصديره إلى أوروبا، إلا أنها قررت وقف صادرات الغاز المسال الشهر الماضي من أجل تلبية الطلب المحلي المتزايد على الوقود، مع تراجع إنتاجه بصورة كبيرة محلياً.

المساهمون