يعتمد تنظيم الدولة الإسلامية داعش، في جزء من إيراداته على النظام السوري، بتمويلات جزء منها يقدم بشكل ظاهر وعلني، على شكل تبادل خدمات وسلع، فيما يقدم الجزء الآخر عن طريق وسطاء، يساهمون بترويج المنتجات التي يسوقها التنظيم ويحتاجها النظام، والتي يأتي في مقدمتها مصادر الطاقة.
وعلم "العربي الجديد" من مصادر، لم يتسنَّ التأكد من صحة بياناتها، أن تنظيم داعش لا يزال يزود محطات توليد الكهرباء التابعة للنظام بالغاز والنفط الخام مقابل مبلغ 6 ملايين ليرة يومياً، وأكدت المصادر أنه لولا هذا الاتفاق مع تنظيم الدولة لتوقفت محطات التوليد عن العمل.
وبالنسبة لإدارة المؤسسات الخدمية والتعليمية في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، يساهم النظام بتوطيد أركان التنظيم من خلال تحمل عبء تشغيل تلك المؤسسات ودفع مرتبات موظفيها، فيما يتولى التنظيم رسم السياسات العامة لها والإشراف على سير عملها، بما يتوافق مع رؤى التنظيم، وحتى فرض عقوبات على من يقصر من موظفيها والخصم من مرتباتهم في حال اقتضى الأمر.
يقول المدرس وليد .ع من محافظة الرقة لـ "العربي الجديد"، إن التنظيم هو الذي يرسم السياسة العامة للتدريس سواء لناحية الفصل بين الذكور والإناث أو لناحية التعديل في المناهج أو حتى الإشراف على الالتزام بالدوام. فيما يدفع النظام مرتبات المدرسين، مبيناً أن هذا الموضوع ينسحب على معظم المؤسسات الخدمية في البلد التي يتقاضى موظفوها مرتباتهم من النظام، فيما يقوم تنظيم داعش بالإشراف على سير العمل فيها.
ويوضح المهندس سامي.ن، الذي يعمل في المؤسسة العامة لسد الفرات لـ "العربي الجديد" العلاقة بين النظام وداعش في إدارة هذه المؤسسة التي تدير سد الفرات، الذي يغذي محافظات دير الزور والرقة والحسكة بالكهرباء، كما يساعد في سد النقص بمناطق أخرى أثناء حدوث أعطال في محطات التوليد، مبيناً أن تنظيم داعش قد أبقى على الموظفين التابعين للنظام بعد سيطرته على مدينة الطبقة كما أبقى على رواتبهم التي يتقاضونها من النظام، مقابل إبقاء السد بالخدمة وتقديم الكهرباء إلى مناطق سيطرة النظام في كل من الحسكة ودير الزور.
وأضاف: يبدو أن هناك اتفاقاً غير معلن بين النظام وداعش يقوم على تقديم النظام العمال والفنيين لإدارة السد، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي لعملية توليد الكهرباء من خلال إرسال ورشات صيانة إلى محطات التحويل ومحطات التوليد، التي تحتاج إلى صيانة بشكل دائم، إذ يقوم النظام بإرسال تلك الورشات مع كافة معداتهم عن طريق الهلال الأحمر ثم يعودون إلى مناطق عملهم في مناطق النظام، وبالمقابل يقدم التنظيم خدمة الكهرباء لمناطق النظام في كل من الحسكة ودير الزور وبعض مناطق حلب وأعتقد أن هناك مبالغ مالية تدفع للتنظيم مقابل الإبقاء على هذه الخدمة.
وفي جنوب سورية، تصل إلى مناطق النظام في محافظتي السويداء ودرعا كميات كبيرة من النفط شبه الخام أو المكرر بطرق بدائية مصدرها تنظيم داعش.