"صيف أفريقي": محمد ديب على الخشبة

21 مارس 2022
(من العرض)
+ الخط -

في روايته "صيف أفريقي" (1959)، واصل محمد ديب اشتغالاً بدأه في ثلاثيته الروائية الأبرز؛ "الدار الكبيرة" (1952) و"الحريق" (1954) و"النول" (1957)، يتمثّل في رصد واقع حياة الجزائريّين خلال فترة الاستعمار الفرنسي. هذه المرّة، سيكون محوَر روايته الثورةُ الجزائرية التي كان قد تنبّأ بها في "الحريق" (صدرت قبل سنتين من اندلاع الثورة)، مُركّزاً على "المسبّلين" الذين يُزوّدون الثوّار بالمؤونة والمعلومات.

في هذا العمل، الذي نقله جورج سالم وعبد المسيح بربار إلى العربية، وصدر في الستّينيات ضمن "سلسلة الأدب الجزائري" (وزارة الثقافة السورية)، تجلّت نزعة الروائي الجزائري (1920 - 2003)، بشكل أوضح من أعماله السابقة، إلى التجريب؛ حيث عمد فيها إلى كتابة نصّ متشظّ يستند إلى نصوص مستعارة من أجناس أدبية وفنّية مختلفة؛ مثل المسرح والسينما والأدب الشعبي.

اقتُبست أعمال ديب للسينما والمسرح والتلفزيون غير ما مرّة؛ وآخرها اقتباسٌ أنجزه سعيد بولمرقة لرواية "صيف أفريقي"؛ وهو النص الذي استند المُخرج المسرحي كريم بودشيش عليه في تقديم مسرحية بالعنوان نفسه، عُرضت مساء أمس وأول أمس في "المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني" بمدينة قسنطينة.

يروي العرض قصّة الفتاة زكّية التي تنال شهادة البكالوريا في صيف 1958 وتتهيّأ للالتحاق بالجامعة، لكنّ والدها وخالها كانا قد حدّدا لها مصيراً آخر يتمثّل في تزويجها. هذه هي القصّة الصغيرة التي يرويها العرض/ الرواية، أمّا القصّة الكبيرة فهي وضعُ الجزائريّين تحت الاستعمار، وكفاحهم لنيل استقلالهم. تتقاطع القصّتان حين تجد زكية نفسها ممزَّقةً بين وضعها الخاص والوضع العام الذي يعيشه بلدها.

يُذكَر أنّ العمل من بطولة كلّ من: ياسمين عباسي (زكية)، وعتيقة بلزمة، وجمال مزواري، ومحمد دلوم، وهاجر سيراوي، وعبير بناصر، وفايزة بيباش.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون