عزيزتي ماري دينيت

12 نوفمبر 2024
ثيو توبياس/ فرنسا
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الرسالة تعبر عن مشاعر عميقة ومعقدة، حيث يتحدث الكاتب إلى "ماري" التي لم تتشكل بعد، ويصفها بأنها كينونة منعدمة ورغبة مخنوقة، مما يعكس حالة من الجنون والتشتت.
- الكاتب يستخدم استعارات قوية ليصف حالته النفسية، مثل "أرنب المريخ" و"جُدجُد القمر"، ويعبر عن رغبته في الهروب من الواقع والبحث عن معنى في عالم مليء بالفوضى.
- الرسالة تتضمن تأملات فلسفية حول الوجود والعدم، حيث يتساءل الكاتب عن تنظيم النص وابتذال البداهة، ويعبر عن رغبته في الانفجار والتحرر من القيود.

عزيزتي ماري، 

وأنا أجهشُ بهذه الكلمات، تجُرُّني مأساتي من يديّ إلى الطاولةِ لأكتب لكِ قلوبًا قد تنبضُ حين تحُطُّ عليها عَينانِ.

أعلم أنكِ لم تتشَكّلي بعدُ، 
وهذا سببٌ كافٍ لأتنازلَ عن كتماني وأترُكَ "اللافا" تسيلُ من أناملي.  

فلتتهيَّئي على شكلِ مدينةٍ في الريف، حائطٍ تُكتَبُ عليه المكبوتات، جبلٍ ليهربَ إليهِ السّابلةُ من أفخاخ البوليس،  
أو قارئةٍ لرسائلِ الأموات.  

وحدنا على منبر العدمِ نُمَنّي النفسَ بدُنُوِّ المَشارِق، وهذه الرسالة دليلٌ على تناسل الجنون بين خلايايَ.   

متى سينتظِمُ النصُّ؟ وإلى متى ستحتفظ البداهَةُ بابتذال خواتمها؟ 
فلتزيديني جنونًا "ماري"، أيتها الكينونةُ المنعدمة، أيتها الرغبة المخنوقةُ يا قرفصاء الفكرةِ ويا تميمةَ اللامُنتَظَر..  

كَفّي لِكَفِّكِ جِسرٌ لا يُشَيَّدُ، وحدي أَهذي بالأسماء المُرتَجاة، أتربَّعُ على طنين الأيادي مستجدٍ ظلاميةَ الأحداقِ أن أُرى، أنا أرنبُ المريخِ وجُدجُدُ القمر، أنا راعي كلابِ الصحراء وسادِنُ قوافل الفراعنة.   

جئتُ محمولًا على حروف أجدادي، جِدي لي مقعدًا فوق أمواجِ عواطفِك، وبين تشظّي الملحِ على خدِّكِ الحامِضِ يا من تلاشت عتْمَتي بين أنفاسها.  

أبدعَتْ كلماتي في نحتِ أسماءَ لأبناءِ العواصف، وجالَتْ قَدَمايَ الأبحُرَ اللُّجِيَّةَ. مُنفكٌّ عما كنتهُ جديدٌ فريدٌ كصفعةِ عينٍ واسعة؛ أُشبِكُ الأحرُفَ لقطارِ المحطات النهائية. 

"ماري" كان اسمُكِ ولم يكُن، ولم أكُن أنا، وماذا تنتظرين بعدُ يا من لا اسمَ لكِ ولا وجود؟ 

وكنتُ أظنُّ أن لكل ذي عاهةٍ حلمٌ مكسور، لكن جنوني أكسَبَني يدًا من أثير، أُهيِّئُ السجى لكل انفجارٍ جنين، ومشيمةً من حليبٍ أخضرَ. 
أُفتّش في قبورِ التُّخمةِ عن شاعرٍ لا يبحثُ عن الإلمامِ بكل شيء، وعن ألويةٍ بدون نياشين.   

ثقبٌ هنا وديناميت،  
هنا أنا  
هنا "ماري دينيت"،  
المسدس مشهورٌ في وجه المدى،  
آن لي  
أخيرًا  
أن أذهبَ  
إلى البحرِ 
وأحترِقَ 
بسياطِ الطّلقات!


* شاعر من المغرب

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون